كمن يضع العربة أمام الحصان، ننتظر الإنجازات الرياضية لتذكرنا بضرورة الاهتمام بالمنتخبات والأبطال!!والإنجازات في هذه الحالة لن تكون أكثر من مجرد طفرة..
جمهورنا الرياضي محكوم بالعاطفة، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بالمنتخبات الكروية، فهو يطمح لتحقيق الألقاب والتأهل إلى المونديال، ومقارعة عمالقة العالم، بغض النظر عن البون الشاسع الذي يفصل تلك الإمكانات المتواضعة التي بين أيدينا، وتلك المحشودة للمنتخبات العريقة والناشئة أيضاً، إنها مسألة طموحات وتطلعات مشروعة للجميع، لكنها تعني أوهاماً وسراباً للمهتمين والمتابعين، وللمعنيين أيضاً بالشأن الكروي.
قد يأتي الإنجاز على شكل شذرة، وبدون مقدمات، لكنه سرعان مايخبو ويتلاشى، مع صعوبة أو شبه استحالة حدوثه في حالتنا الخاصة جداً، وفي مجال كرة القدم، على وجه التحديد، فليس ثمة بنية تحتية مناسبة ومتينة تتيح فرصة أكبر للأحلام والأمنيات، فمدارسنا الكروية شحيحة، وكفاءتنا الفنية والإدارية هشة، وأنديتنا تتنازعها الخلافات وندرة الأموال، وملاعبنا ليست مؤهلة وغير كافية، ومسابقاتنا المحلية ضعيفة المستوى، ولاعبونا المحترفون في الخارج، يلعبون لأندية من الصف الخامس والسادس، والعقلية الاحترافية ليست موجودة في قاموسنا الكروي..و..و..
من نافلة القول إننا نلهث وراء المظهر ونغفل عن المضمون، نريد أن نحقق إنجازاً ما، ولانبالي بالتطور، وننسى أن الإنجاز، أي إنجاز، هو صورة التطور على مرآة الواقع!! الترميم وبعض اللمسات الإصلاحية ليست كافية، كما أن إلقاء اللائمة على الزمن تارة، وعلى الاتحادات الكروية المتعاقبة، أو على المدربين والإداريين واللاعبين تارة أخرى، لن يجدي نفعاً، فنحن بحاجة لإعادة النظر في كل شيء.
مابين السطور- مازن أبو شملة