الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:
في الفصول الأولى من رسالته إلى أهل رومية، يصف القديس بولس كيف أن البشرية مدانة أمام شريعة الله، مذنبة بعدم الوفاء بالعدالة التي تم إنشاؤها من أجلها.
ما علاقة هذا بـفيسبوك؟..
في خطاب بتاريخ 28 حزيران كتب المدعي العام في ولاية أريزونا مارك برنوفيتش إلى مارك زوكربيرغ مستفسراً عن سياسات فيسبوك المتعلقة بالمشاركات المتعلقة بالإتجار بالبشر، وتهريب البشر والدخول غير القانوني عبر الحدود حول العالم عامة والولايات المتحدة خاصة، كما أشار برنوفيتش إلى أن مكتب المدعي العام في أريزونا حاول نشر إعلان يتضمن مكافحة الإتجار بالبشر على منصة التواصل الاجتماعي في وقت سابق من هذا العام، لكن فيسبوك “رفض هذه الطلبات ومنع مكتبنا من نشرها”.
في غضون ذلك قال المدعي العام، في خضم زيادة كبيرة في أعداد المعابر والمخاوف على الحدود، ظلت المراكز التي تروج لخدمات تهريب البشر والهجرة غير الشرعية على المنصة.
وهكذا كتب برنوفيتش، أنه كان يسعى للحصول على مزيد من المعلومات المتعلقة حول إمكانية مرور منشورات تروج لنشاط غير قانوني عبر منصة فيسبوك.
في رد الشركة بتاريخ 30 تموز، شرح نائب رئيس فيسبوك للسياسة العامة للولاية ويليام كاسلبيري العمليات الحسابية إلى حد كبير التي تطبقها الشركة لقراراتها المتعلقة بالإشراف على المحتوى، بالإضافة إلى دعمها البشري، مشيراً إلى أن “سياساتنا تحظر استخدام الخدمات لأغراض غير مشروعة “، بما في ذلك” المحتوى الذي يعرض تهريب البشر أو ييسره، بما في ذلك الإعلان عن خدمة تهريب البشر “.
لكن “Castleberry ” اعترف بذلك وقال نحن نسمح للأشخاص بمشاركة معلومات حول كيفية دخول بلد ما بشكل غير قانوني أو طلب معلومات حول كيفية التهريب.
بعد التشاور مع خبراء حقوق الإنسان، قمنا بتطوير هذه السياسة للتأكد من أننا كنا نحظر المحتوى المتعلق بأعمال تهريب البشر ولكن لا نتدخل في قدرة الناس على ممارسة حقهم في طلب اللجوء، وهو حق معترف به في القانون الدولي.
حسناً إذاً، بعد تلقي رد فيسبوك، أرسل المدعي العام في أريزونا برنوفيتش رسالة إلى ميريك جارلاند، المدعي العام الأمريكي، ووزارة العدل يعرب فيها عن قلقه من أن فيسبوك، كما اعترف بنفسه، يساعد في انتهاك القانون الأمريكي والدولي. في الرسالة المؤرخة في 14 تشرين الأول، كتب برنوفيتش : “يطلب مكتبنا من إدارتك التحقيق بموضوع تسهيل فيسبوك لتهريب البشر على الحدود الجنوبية لأريزونا، ووقف التشجيع النشط وتسهيل الدخول غير القانوني.” وتابع قائلاً: “إن سياسة فيسبوك المتمثلة في السماح للمنشورات التي تروج لتهريب البشر والدخول غير القانوني حول العالم وإلى الولايات المتحدة بالوصول بانتظام إلى مليارات المستخدمين، وإن سياسة فيسبوك تقوض بشكل خطير سيادة القانون”. قانون من؟.
قد يقول فيسبوك إن سياسته وخوارزميته يعكسان قانوناً أعلى هو القانون الدولي لحقوق الإنسان العالمية.
لدينا هنا توضيح لحدود القانون وقدرته على الحكم.. لدينا هنا أيضاً توضيح لحدود الخوارزميات، والتي هي نوع من القانون أيضاً، قانون قائم على قوانين أخرى.
ومع ذلك يشارك زوكربيرغ وغارلاند، بغض النظر عن ما سيقولانه شخصياً، في أيديولوجية من شأنها أن تختزل القانون ليقود فقط.
في الواقع فإن استجابة Castleberry نيابة عن فيسبوك، مع جاذبيتها الخاصة للقانون الدولي، تفسح المجال بالكامل، لايمكن للقانون الدولي أكثر من أي نوع آخر أن يفعل أكثر من التطلع الثنائي والقوة المجردة.
يجب على أولئك الذين يعتزون بسيادة القانون، والذين يشعرون بالامتنان للعيش في الولايات المتحدة وليس في أي مكان آخر، أن يتذكروا أن القانون يؤيده الأفراد وينتهكه الأفراد، وأن الأشخاص هم المسؤولون، وأن العدالة تتطلب محاكمة الأشخاص ومحاسبتهم، يعرف برنوفيتش من أريزونا ذلك والموظفون العموميون مثله. ولكن يجب على أولئك الذين يرغبون في التمسك بالقانون أن يتذكروا أيضاً أنه مع العدالة تأتي فرصة الرحمة والنعمة.
يعتقد زوكربيرج وكاستلبيري في دعوتهما للجوء للمهاجرين غير الشرعيين، أنهم من أنصار طريق الرحمة، لكنهم ينسون أنه لا توجد نعمة من دون خطيئة، هل نخطئ لكي تكثر النعمة.. قد لا يكون أبداً.
بقلم: الكسندروس ميكايليديس
