الثورة أون لاين – إخلاص علي:
تعد فكرة زواج الأب بعد رحيل الأم البيولوجية سواء بالوفاة أم الانفصال كابوساً حقيقياً للكثير من الأولاد نتيجة أحكام مسبقة وصل إليها بعض الناس.
وكثيراً ما يتداول البعض قصصاً وحكايات عديدة عنها لا تخلو من مظاهر القسوة والكراهية فلا يوجد طفل في العالم لم يقرأ قصة “سندريلا” أو “الأميرة والأقزام السبعة” وغيرها من الحكايات التي تبالغ في تصوير قسوة زوجة الأب. ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل هناك من يعتقد أنها تعمل جاهدة على توجيه الأب ضد أبنائه وافتعال المشاكل ووضع الحواجز للتفرّد بالأب دون الأولاد.
*من الواقع..
وقْع خبر زواج “أبو أنس” من امرأة ثانية لم يكن سهلاً على مسمع أبنائه فلم يتقبّلوا أبداً أن تحلّ أخرى مكان والدتهم
ويعلق على موقفهم: إن وجود زوجة الأب في الأسرة وإن كان سببه وفاة الأم أو الطلاق أمر غير مرغوب فيه. فالفكرة المترسّخة لدى الجميع استندت إلى أمثال شعبية شائعة منها (الأم بتلم) و (بعد الأم احفر وطم) مضيفاً أنه واجه صعوبات كثيرة لمحاولة إقناع أطفاله بفكرة تقبّل وجود شخص بديل لأمهم المتوفاة.
قبول وتفهّم..
الشاب “محمد” مرَّ بمثل هذه التجربة حيث يرى أنه من المتعارف عليه في الأفلام والقصص بأن زوجة الأب شريرة ولكن هذه ليست قاعدة عامة ومن تجربتي الشخصية تجمعني وزوجة أبي علاقة احترام ومودة متبادلة.
نفور واعتراض..
كان للشابة سهى رأي مخالف حيث أنها لم تتقبّل أبداً فكرة وجود بديل لأمها في المنزل وتعتبر أن هذا الأمر خارج عن إرادتها ولا تستطيع التعامل مع زوجة أبيها وكأن الأمر طبيعي بل وتعتبرها بمثابة ضيف ثقيل على العائلة. وتضيف أن فكرة تقبّلها غير مستساغة أبداً ومن الصعب التأقلم معها.
“رنا” تحدثت عن تجربتها كزوجة أب حيث تجمعها علاقة طيبة مع أبناء زوجها
وعندما تزوجت كان لدى زوجها طفل بعمر ال ٧ سنوات عملت على تربيته ومعاملته كابنها وتسعى جاهدة أن تعوضهم عن حنان والدتهم. مع علمها بأن لا أحد يمكن أن يحل مكان الأم.
موروث فكري..
وفي هذا السياق أوضحت الاختصاصية الاجتماعية ربا ناصر أن الصورة السلبية لزوجات الآباء هي متوارثة مجتمعياً نتيجة لعادات وتقاليد معينة.
وأن علاقة زوجة الأب بأبناء زوجها تأخذ شكلاً متوتراً قبل بدئها اعتماداً على الأفكار الموروثة مسبقاً والخلفية التي يكوّنها الأطفال عادةً عنها بكرهها لأبناء زوجها.
معتبرةً أن محاولة بناء علاقة وطيدة بين زوجة الأب والأولاد من أصعب التحديات التي تواجه العائلة بعد وفاة الأم أو طلاقها.
تكريس للفكرة..
وأضافت أن هناك بعض المؤسسات والهيئات التي تلعب دوراً محورياً في تعزيز وتضخيم هذه الصورة خصوصاً وسائل الإعلام المختلفة. وخاصة من خلال الدراما التلفزيونية التي دأبت على تصويرها وكأنها امرأة مستبدة بالإضافة إلى تسليط الضوء على بعض الجرائم التي قامت بها بعض زوجات الآباء.
وعي وإدراك..
وتؤكد أنه على الزوج أن يُحسن اختيار الزوجة الثانية خاصة مع وجود أبناء في حاجة إلى أم بديلة تعوّضهم حنان الأم المفقود ولا بد أن يساهم شخصياً في إقامة أو توطيد علاقة طيبة بين الطرفين. وأن المرأة التي تقبل أن تكون زوجة أب يجب أن تكون واعية بالقدر الكافي وتمتلك قدراً من الذكاء والحكمة حيث أنها مطالبة بأن تعيد التوازن للأسرة التي فقدت مصدر الحنان.
وبالمحصلة وجود زوجة الأب الظالمة لا يلغي وجود الزوجة التي تحمل مشاعر الأمومة والحب لأبناء زوجها.