الثورة أون لاين – حمص – رفاه الدروبي:
أرسل أمس العازف والمؤلف كنان أدناوي تحية لروح المطرب الكبير صباح فخري يشاركه تشكيلة موسيقية لكبار العازفين خصَّه بمقطوعة موسيقية “يا مال الشام” على أنغام العود أطرب فأمتع حيث لاعبت أنامله أوتار العود فرقصت دقات قلوب الحاضرين طرباً لسماع موسيقا تحمل فناً رفيعاً ومقطوعات موسيقية من تأليفه ليتخذ صولو العود اللحن الأساسي مع توليفة الفرقة خلال أمسية موسيقية احتضنها مسرح قصر الثقافة بحمص.
تناغمت المقطوعات بشكل خاص مع كلارينيت باسم صالحة والبيانو أغيد منصور، والفلوت طارق حاتم، أما المجموعة الإيقاعية فكانت من نصيب محمد شحادة وأحمد علي فظهر دورهم في كل القطع المقدمة سواء أكان في التوزيع أم الارتجال أم الإيحاءات التعبيرية مع المؤثرات الصوتية.
وبدأت الأمسية بمعزوفة “تحية” ألَّفها 2008 والثانية “سماعي كورد مع رقصة” اعتمد أثناء العزف على الإيقاع السريع بالعود ينخفض تدريجياً إلى البطيء ثم عاد إلى كلاسيكيات القرن الماضي بمعزوفة “لونغا فرح فزَّا” ألحان رياض السنباطي واعتبرها جزءاً من تراثنا وأتبعها بمقطوعة “جَوْ” فكانت توحي للحضور بسماعهم خطا الخيل في البادية بدعسات تصدح في الأذن ونغمات هادئة ينفرد ويتفرد بعزفه فيها هنيهات ليعود بمرافقة فرقته حيث متابعي الحفل حسُّوا أنَّ المياه تتسلل تدريجياً بين الحقول وتنساب جمالاً وألقاً بمرافقة الكلارنيت ثم يعود بعوده وكأنه يسير بين البيوت العتيقة ويدعنا نشم نسائم شرقنا الجميل بحميميته وألفته بين الناس.
الأدناوي يتابع إبداعه بمقطوعة “طريق دمشق” تبدأ تشيللو جودت حريتاني بصوته الرخيم دور مميز صولو في المقدمة الموسيقية وقد كتبها عام 2015، فتبوح الآلة بالحب والحزن والحنين، بتفاعلها مع الكلارينيت والبيانو فأعطت جمالية العود وفرادته وتقنياته الخاصة بعيداً عن التوزيع الأوركسترالي لتقديم صوت ولون جديد من الموسيقا يستطيع كلُّ العالم فهمه، وبانتقاله إلى مقطوعة “يامال الشام” قدَّمها تحية لروح الفنان الكبير صباح فخري ما حرض جمهور الصالة للغناء بمرافقته وراحوا يندمجون ويتحولون إلى كورال مرافق للفرقة.
أما معزوفة “بحر” فكانت تعبيراتها اللحنية تعكس صورة البحر بكل حالاته وقد ألَّفها عام 2006، ّبُنيت على نمط موسيقا الجاز وعزفها في مهرجان الجاز في سورية على تشكيلة الآلات ذاتها، بدأت بالبيانو والمؤثرات الصوتية القوية ومضت الألحان مع صولو العود والانتقالات السريعة إلى تشكيلة الفرقة والتكثيف الوتري ودور الكونترباص ماهر شرَّوف ضمن الفرقة وينخفض عدد العازفين على الخشبة إلى خمسة عازفين إضافة إلى الأدناوي عازف العود وتلتها معزوفة بيات فيما كان مسك الختام برقصة للعشاق وتعود الفرقة إلى مجموعها 12 عازفاً بينهم العازفة مارنا صحناوي.
الموسيقي والمؤلف كنان أدناوي أشار أنَّه قدم خلال الحفل مؤلفات قديمة خاصة به وأخرى جديدة إضافة إلى معزوفات ذات قوالب كلاسيكيَّة شرقية سماعي ولونغا. لافتاً إلى تقديمه معزوفات غربية بالموازاة مع التراث الشرقي مستخدماً آلات الصولو وارتجالات شرقية وغربية وتفريدات كل واحدة ذات خصوصية تظهر فيها آلة وعازف وبمشاركة آلات جديدة ووفق أسلوب تفرَّد به من الموسيقا ومنها آلات النفخ الغربية الفلوت والباسون والإيقاعية بأنواعها ما أضافت زخماً للموسيقا.