من بلدات الزيارة وفافين وكفر ناصح ودير الجمال إلى مدن تل رفعت وإعزاز في أريافنا حلب ينتفض أهلنا ضدّ المحتلين الأتراك وتنظيماتهم الإرهابية المتطرفة، التي عاثت قتلاً وفساداً وسرقة وإرهاباً في المناطق التي تسيطر عليها بقوة الاحتلال والإرهاب.
ورغم هذا الرفض الشعبي الكبير لسياسات المحتل التركي، ومثلها الأميركي، ورغم مخالفة نظام أردوغان للقرارات الدولية ذات الصلة، وضربه الحائط بكل الأعراف الدولية، فإنه ماض بسياسات التحشيد العسكري والتهديد والوعيد بمزيد من الفوضى الهدامة واحتلال الأراضي، وكل ذلك تحت حجج باطلة وذرائع واهية مثل مزاعم الأمن التركي المزعوم المهدد من قبل ما تسمية أنقرة الفصائل الكردية مرة والإرهاب مرة أخرى.
النظام التركي ماض إذاً في تصعيده العدواني وغير آبه بالاتفاقات الدولية وبتفاهماته مع الضامن الروسي، رغم أن وجوده الاحتلالي الإرهابي في إدلب ومناطق شمال حلب بات أمراً خطيراً للغاية ويعرقل تقدم الحل السياسي، ويشكّل صاعقاً مفجراً لضرب الأمن الإقليمي برمته.
ورغم أن هذا الاحتلال يؤشر إلى انتقاله إلى مراحل متقدمة من نسف هذا الأمن في الشمال السوري، والمنطقة برمتها، إلا أن مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وبقية المؤسسات الدولية المعنية بحفظ الأمن والسلم الدوليين ما زالت صامتة وتقف موقف المتفرج منه، لا بل إنه يجاهرعلناً بدعمه للتنظيمات الإرهابية بالمال والسلاح والحماية، وفي مقدمتها جبهة النصرة المصنفة على لوائح الإرهاب الدولي.
ومثل هذا الكلام نجد له مئات الأمثلة الصارخة على أرض الواقع، فهذا الاحتلال يتستر يومياً على جرائم تنظيماته المتطرفة، ويعرقل الحلّ السياسي، ما يفضح مزاعم مكافحته الإرهاب في سورية، ويفضح مزاعمه حول مناصرته لحقوق السوريين ودعم الحلّ السياسي، وحرصه المزيف على وحدة الأراضي السورية وسيادة الدولة السورية عليها، فمن يدعم الإرهاب ويحتلّ أراضي الآخرين لا يحقّ له التحدث بكلّ تلك المزاعم المزيفة.
من نبض الحدث -بقلم مدير التحرير أحمد حمادة