عداد الزمن السوري لاينضب رصيده ولايسقط بالتقادم مهما اعتلت الهموم وتغيّرت المعطيات وتبدّلت وقائع اللحظات بين مرحلة وأخرى. فالبناء التراكمي حالة صحية تأصلت جذوره وامتدت في كلّ شرايين الوطن .لتبقى شجرة التصحيح وارفة ممتدة على كامل مساحة الوطن ..
كان النضال الوطني ومازالت أقانيمه متشابكة في الحالة الوجدانية والعاطفية والحياتية على صوان من القوة، رغم كثرة المعاول الغريبة والقريبة التي حاولت ولاتزال تحاول أن تترك الثقوب المفتوحة تتكسر وتتسع مع عوامل الزمن والمصالح الاستعمارية المتعددة الأوجه والأشكال.
ماجرى على سورية عبر تاريخها وحاضرها من الصعب توصيفه لطالما انخرطت في محاور الأذى كلّ تقنيات العصر المتقدمة لدول وحكومات متواطئة، والتي لم تترك صغيرة ولاكبيرة إلا واستثمرتها سلباً ضد الشعب والأرض والوطن ،منطلقة من عوامل قوته ومنعته وتماسكه الاجتماعي وغناه الثقافي والحضاري .
حيث عملت تلك القوى العالمية الشريرة على محاولة تفكيك بنيان التصحيح مستغلة وجود القوى الرجعية والعميلة في المنطقة ،إضافة الى استغلال ضعاف النفوس في الداخل والذين كانوا مطية لفتح الأبواب والنوافذ أمام الرياح العاتية الباغية من كلّ حدب وصوب.
إن بنية المجتمع السوري ورغم كلّ ما أصابها من تصدعات وخسائر مادية وبشرية لاسيما في السنوات العشر الأخيرة، إلا أنّ أصحابها من السوريين الشرفاء يمتلكون العزيمة والإرادة مايجعلهم ينهضون من جديد ،فمن يقف على أرض صلبة في وطنه ،ويدرك حقيقة الثبات لاشك أنه يعلم علم اليقين بأن مفاتيح الثقة و النجاح هي عوامل تحصين ومنعة وقوة ،مهما حاول العدو الآخر الاقتراب أو الاختراق .
عين المجتمع – غصون سليمان