باتت كرتنا عصية على الانتكاسات ومفاعيلها، لم تعد الخيبات قادرة على إحداث ردود أفعال تناسب حجمها ووقعها، فتلجأ إلى الانفعالات التي لا تلامس الحد الأدنى من جوهر المشكلة، ولا تغوص في الأسباب الحقيقية، العميقة منها والسطحية، البعيدة والمباشرة..
لا يحتاج تشخيص مشكلاتنا الكروية لخبرات كبيرة، ولا لتمحيص دقيق وفحص معمق، وعلى ذلك فإن الحلول ليست إعجازية، ولا تتطلب اجتراحاً ولا إبداعات، فالعلة في الجذر تستدعي تغييراً جذرياً، قد يبدو مؤلماً بعض الشيء، لكنه أفضل من البقاء تحت رحمة الآلام التي تعاودنا، كلما انطلقت كرتنا نحو استحقاق رسمي، إقليمياً كان أو قارياً أو دولياً…
طاب للجنة المؤقتة في اتحاد كرة القدم إقالة الجهازين الفني والإداري لمنتخبنا الأول، وتقديمهما قرباناً لخيبة الأمل التي ضربت بأحلامنا في التأهل إلى المونديال القطري عرض الحائط!! والشيء ذاته فعلته مع المنتخب الأولمبي، وربما ستكرره مع منتخبي الشباب والناشئين، إن فشلا في تحقيق إنجاز في بطولة غرب آسيا!!وتناست المؤقتة، أن كرتنا لم تتأهل إلى المونديال، وهي في ظروف ومناخات أفضل من المتاحة حالياً؟! كما أن اللجنة ذاتها، تعاقدت مع مدرب أجنبي بدأت مسيرته في ملاعبنا وصار مدرباً منها…!!.
إنها الحلول الترقيعية التي طالما زادت في كشف عورات كرتنا..فهل لا نملك سواها؟! أم إننا لا نريد رؤية الحلول الجذرية؟! أم ترانا أدمنا الخيبات والانتكاسات؟! وبرعنا في إلقاء اللائمة على الظروف وشح الإمكانات والكوادر الفنية والإدارية لمنتخباتنا؟!.
مابين السطور – مازن أبو شملة