اليوم مع كل هذه التغيرات، ومع انصرافنا نحو شؤون حياتية أخرى…قد يبدو الأمر هامشياً، وربما نتجاهله حتى وقت طويل، ولكن ألم ننتبه إلى كل الأبعاد التي عانينا منها جراء انكفائها باتجاه مغاير كلياً للثقافي…
ألا يبدو تحالف مجتمعاتنا مع التمظهر الشكلاني، الأعراف التقليدية، التسطيح… والأهم المال الموجه نحو قوت يومنا… فقط…
وأشكال لا تحصى من التحالفات التي تتخذ من التسابق نحو المستقبل ستاراً لها متناسية الفلسفة الثقافية، والتعديل الثقافي الذي اتخذ أشكالاً لا تحصى، لكن ما أن نزيل الستارة حتى نكتشف أنها ماهي إلا انكفاءة جديدة نحو الوراء..
ما الذي نفعله حينها…؟
لابد من حماية الثقافة بأبعادها الجوهرية، وأن ننجح بتصدير كل تلك التراكمات والخبرات لتعييننا فعلياً على رؤية يعتنقها إنسان اليوم، مؤمنين بأن غربلة كل ما يحيط بنا، ونقده…ومن ثم تصنيف الأولويات قد يقودنا إلى مخارج تنقل معرفة الربط والاستنتاج والتحليل، لتصبح بديلاً عن السطحية التي تنشر أرديتها بشتى الطرق مستخدمة وسائل التواصل الاجتماعي وكأنها لقيتها العجيبة.
ونحن نستقبل الثلاثاء القادم فعاليات …احتفالية أيام الثقافة السورية التي تقام تحت عنوان ” الثقافة أصالة وتجدد” لا شك أنه من المهم التعاطي مع نوعية ثقافية تنموية يمكن لبشر منهكين من الظروف المعيشية أن يقتربوا منها…
أو ربما الأجدى أن نبحث نحن المشتغلين في الثقافة عن أفضل الطرق التي تعينهم على الاقتراب، فليس منطقياً أن نسير باتجاهين متعاكسين…
نحتاج ثقافة تحافظ على الهوية والذات والانتماء…مع الانصراف نحو التحديث بحيث لا تبدو جامدة، خالية من كل تعابير العصر وتقلباته بل وحتى مزاياه التي تبهر جيلاً بأكمله…!.
رؤية – سعاد زاهر