حين نقول إن الوطن ليس جغرافيا من ماء وتراب، وما في التفاصيل يعرف الجميع إننا نعني أنه الكرامة والموقف والهوية والانتماء الذي يحفظ الوجود والاستمرارية.
الوطن هو الإنسان الذي يعرف أن ثمة سماء تحميه في وطنه وأن يداً حانية تمتد لتكون له عوناً حين يحتاجها سواء كانت الحاجة ناجمة عن قصور منه يصل إلى أن يكون جريمة بحق الوطن.
ولا نبالغ إذا ما قلنا إن ثمة جحوداً وصل حداً لا يطاق مارسه البعض ممن غرر بهم وكانوا أدوات للعدوان على سورية.
ولكن الوطن كان دائما يمد طوق النجاة لينقذ من تاه منهم …مراسيم عفو وصلت العشرات صدرت واتسعت كثيراً لتكون صفحة جديدة …البعض التقط الأمر وعاد إلى رشده واعترف بما أخطأ به .
واليوم بعد مراسيم العفو تأتي خطوة التسويات الكبرى التي أثبتت أن الوطن لايمكن أن يترك أبناءه.
من مدينة درعا وما أنجزته التسويات على أرض الواقع، وقد شكل هذا ارتياحاً كبيراً لدى المواطنين ..إلى دير الزور التي تشهد في هذه الأثناء تسويات متسارعة، وثمة إقبال كبير عليها يعني فيما يعنيه أن التجربة كانت مرة وقاسية ولكن الوطن مسح هذه المرارة على الرغم من كل الجراح التي تسبب بها هؤلاء.
التسويات قوة وطن وحكمة قائد صبور يعرف كيف يوجه بوصلة الأمل والنصر..ننتصر معاً لا ننتصر على بعض ..السوريون فوق جراحاتهم يسمون ويبنون الإنسان المؤمن أنه الغاية التي ما بعدها غاية.
الوطن هوية تزداد تماسكاً وقوة وخصباً ويداً بيد نبني ما تهدم.
نبض الحدث – بقلم أمين التحرير ديب علي حسن