بعد عمليات الجمع والضرب والطرح والتقسيم، انشغل الجميع بعملية الحساب الذهني واليدوي لمعرفة حجم الزيادة المترتبة لدى كلّ شريحة على الراتب والتعويضات.
وما بين صامت ومتحدث، وبين معترف بالجميل وناكر له في أقسى الظروف وأصعبها، بدأ سباق الماراتون الوظيفي يعكس مؤشراته النفسية بين فئة وأخرى من ذوي الدخل المحدود، فعلى سبيل المثال -لا الحصر- نرى أنٌ شريحة المعلمين والمدرسين وتحديداً القائمين على رأس عملهم ويمارسون اعباء التدريس في قاعاتهم الصفية، شملتهم طبيعة عمل تقدر بأربعين بالمئة تميزوا فيها عن الإداريين الذين نالوا عشرين بالمئة من طبيعة العمل.
وهذا برأيهم دعم معنوي ومادي للجهد الحقيقي الذي يبذله المعلم والمدرس في القاعة الدرسية.
فمن الملاحظ مؤخراً كيف أن عدد لابأس به من كوادر هذه المهنة لاسيما من الخريجين الجدد يتهافتون رغبة بالعمل الإداري هرباً من أداء الجهد المطلوب بحجة صعوبة التعامل مع الطلاب، وماينتج عنها من هموم ومناكفات.
وبالتالي فإن زيادة طبيعة العمل هي لفتة جميلة للمعلم والمعلمة، للمدرس والمدرسة الذين هم على رأس عملهم في الصفوف المطلوبة، ومازالوا يعتبرون التعليم مهنة مقدسة، ورسالة سامية يجب ألا نتخلى عنها ولانتهاون في أدائها على أكمل وجه مهما تداعت الضغوطات.
لأن تعليم الجيل بشكل صحيح يصب في بناء مجتمع سوي وسليم نقطف ثماره لاحقا في عدة المستقبل.
إن زيادة الرواتب والأجور في هكذا ظروف ورغم كلّ التعليقات والانطباعات الايجابية والسلبية، والنظرات السوداوية، ثمة ارتياح عام مهما كانت مساحة التشاؤم خافتة أم ظاهرة، نتيجة ماحل ببلدنا من كوارث بعدما كان في أوج النمو والازدهار.
لكن المؤكد والمعروف دائماً هو أن الشعب السوري وبغض النظر عن كلّ التفاصيل المؤلمة هو عنوان للتفاؤل والأمل، يجيد فتح النوافذ المغلقة مهما كانت موصدة.
عين المجتمع – غصون سليمان