الثورة – علاء الدين محمد :
العنوان رقص على حافة القدر ..عنوان ملفت مليء بالدلالة والصور والإيحاء
عنوان يمتلك لغزاً ما وغموضاً وكذلك دلالات تحتمل التأويل بحيث يمكنه احتواء كافة قصص المجموعة ، وكذلك يولد لدى القارئ صدمة .. فليس كل رقص سعادة، لكن في العالم الباطني ينبع الرقص من شعور عميق بالنشوة والاعتزاز رغم الألم ، وهنا جاءت كلمتي حافة القدر للدلالة على الاقتراب من السقوط والهاوية وفعل الرقص بحد ذاته مليء بالحركة والانتشاء وهنا يكمن الترابط بين حافة القدر والرقص ؛ إن مفردة (رقص) هي مصدر وهي للماضي والحاضر والمستقبل هي مطلقة بالعموم بينما مفردة (على) هي للدلالة على المكان وهو الحافة ومفردة (القدر) هي لربط الزمان كعنصر بناء في فن القصة فكان العنوان يحمل الزمان والمكان وهذا ما يدفع القارئ لتخيل مايشاء ويتمكن من الاسقاطات على الواقع.
مجموعة قصصية صدرت عن دار القدس بدمشق للكاتبة الشابة تبارك الحسين تحت عنوان “الرقص على حافة القدر “
تدور أحداث المجموعة القصصية حول الحالة العاطفية الإنسانية متمثلة بصراعات قصص الحب، وحول الحالة الاجتماعية متمثلة بقصص منوعة تم الاتكاء بها على الواقع، ومنها كان الدمج بين الحالتين ليصل إلى أهداف معينة، وتنوع الأسلوب المتبع في الكتابة بين الأنا المتكلم والأنا الآخر الذي كان سبباً في الكتابة وتجلى ذلك في بعض القصص ، بينما كانت عبارة أخرى عن سرد متواصل ، وأخرى كانت منوعة بين صيغة المتكلم و الغائب .
القارئ يتفاجأ بنهايات بعض القصص وهذا الشيء إيجابي.
عملت الكاتبة على نسج أحداث لن تخطر بذهن المتلقي ويعود هذا إلى خضم التطورات الهائلة وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي نجد أن إرضاء المتلقي هو أمر بات صعباً لذلك استفادت منها في البحث عن أسلوب مشوّق وجاذب لانتباه المتلقي بعيداً عن المعتاد مع مراعاة العناصر الأساسية لفن القصة و الفكرة التي يتم العمل عليها .
تركز الكاتبة على الحالة النفسية لأبطال قصصها.
لأن غالبية أي حدث يعود للحالة النفسية.. والحالة النفسية هي مزيج ما بين انعكاس للواقع الذي يعيشه البطل أو البطلة في الحكاية وما بين الصراعات الداخلية التي يتم خوضها وصولاً لهدف معين أو غاية أو تحقيق مراد .
القاسم المشترك بين أبطال قصص المجموعة هو الألم والمعاناة اللذان يؤثران على المتلقي ويدفعانه للمتابعة .. هي مشاعر الألم.. وكذلك الأمل الحقيقي الذي يولد من رحم الألم .