الثورة – أيمن الحرفي:
اللون هو ذلك التأثير الفسيولوجي الناتج على شبكية العين ، بشرط وجود الضوء . و لكل لون سحره و جاذبيته و مدلوله النفسي على شخصية الإنسان بحسب تفاعله حتى إن علم الإعلان أصبح اليوم يسترشد باستمرار بخبراء علم النفس و لم يعد يكتفي بفن الرسامين و أذواقهم.
كما لم يعد اللون بمفهومه التقليدي على أنه طبقة من الطلاء أو مادة للزينة والزخرفة ، بل أصبح اليوم عاملا مؤثرا في حياة الإنسان العاطفية و حالته المزاجية .
و قد استخدم علماء النفس والأطباء الالوان في الكشف عن طبيعة الإنسان، فانتعاش العين يؤثر على الجهاز العصبي فاللون الأحمر مثلا يقترن بالعاطفة ويرمز لإثارة الانتباه، و هو لون صارخ يجذب الأطفال و يتميز به ذوو الشجاعة و هواة المخاطر و المغامرة و بعض من الناس الذين يفضلون الأساليب المباشرة في الوصول لأهدافهم بعيدا عن التصنع و هو لون الجرأة و التنبيه.
اما طبيا فهو يزيد حالات الالتهاب بعض الشيء كما أنه قادر على التوغل داخل أنسجة الجسم ويزيد من التوتر العضلي وبالتالي يزيد من الضغط الدموي .
اما اللون الأبيض فهو رمز إلى الطهارة والنقاء و الفرح و السلام ، لون يفضله أصحاب البساطة و السلاسة والوضوح ويميل إليه عادة ذوو المزاج المتزن و الهاربون من التعقيد و المصاعب ، حيث يستخدمه الأطباء كثيرا لما يبعثه من مشاعر الراحة و الأمل و التفاؤل و يزيد من نسبة الشفاء عند المرضى، لذلك نرى رداء الأطباء هو الأبيض، لما له من تأثير فعال في عملية استرخاء الأعصاب وتهدئتها حيث أثبتت فعاليته في السجون و المصحات النفسية و علاج لتهدئة النوبات العصبية المفرطة .
بينما اللون البرتقالي فهو لون جريء يحبه الأبطال و المغامرون و أهل الحماسة والذين يميلون إلى التجديد لكل ماهو براق ، و أصحابه يتمتعون بشخصية فذة ذكية و لكنها تنزع إلى الترفع والاستقلالية ، ومن الناحية الطبية فهو يزيد النشاط و يبعث على الحركة و يزيد قليلا في نبضات القلب ، ليس له تأثير على ضغط الدم كما أنه يعطي إحساسا بالراحة و المرح ،كما يساعد و يسهل عملية الهضم عند الإنسان ..
في حين أصحاب اللون الأزرق يحبه معظم الناس و لا ينفرون منه، ويميل إليه عادة الرومنسيون الذين يفتشون عن الراحة و الهدوء و الاستقرار خارج عوالم التصنع ، إنه لون أهل الحب و الجمال والصفاء الداخلي .
و اما من يحب الحركة و التنقل فهو يميل إلى اللون الأصفر و الشخص المحب لهذا اللون شخصية اجتماعية يفضل الطبيعة على المدينة ، يحب الناس و يبحث عن اكتساب الخبرة و المعلومات و الفائدة وأصحاب هذا اللون متفائلون ، و لكنهم لا يتحلون بالصراحة و مولعون بالفخامة و التميز الاجتماعي و هذا لون الغيرة كما يقال ، اما رأي الطب فهو لون منشط لخلايا الفكر و لذا يستعمل في طلاء الجدران بأماكن العمل و الدراسة لأنه فعال في حالات العجز الذهني ، و فعال فسيولوجيا في حالات مرض السل ، إذ إن هذا اللون مضاد لنشاط هذا المرض وبعض درجاته يمكن أن تهدىء حالات عصبية معينة .
و حسب الدراسات يرمز اللون الأخضر إلى لون الخصب و التجديد و هو لون اهل الشفافية الذكية و الإحساس المتوقد، يفضله أصحاب النشاط والحيوية الذين يعتمدون الدقة في معاملاتهم و يتميزون بالعناد و الثبات ، إنه لون يحبه العمليون و الحساسون في الوقت نفسه ، اما طبيا فهو لون مسكن مهدئ في حالة سرعة الغضب و في حالات الأرق و التعب فهو يخفض ضغط الدم و ذو تأثير مهدئ و مسكن بشكل عام .
اما اللون الاسود فيفضله المتشائمون أو الذين يميلون إلى الوحدة و العزلة أو الجديون و هو يعكس العراقة و الثبات .. و لا يخفى علينا أيضا أنه رمز للحزن والكآبة عند البعض و لكنه في الوقت ذاته لون الأناقة والجمال. أما اللون الزهري فهو لون المرحين و محبي الحياة الحلوة ، يعشقه من يتعامل باللطف و التهذيب والقفازات المخملية ، إلا أنهم يتحلون بالعزم و الإرادة القوية ، يتجاوزون الصعاب بمرح و إصرار على حب الحياة . و يميل الصادقون و الصبورون و المؤمنون بالقيم العليا و العريقة إلى اللون البني فهذا اللون فيه الوقار و هو يوحي بالثقة . هذه صفات و خصائص بعض الالوان ودلالاتها في حياتنا و شخصيتنا.
و اخيرا قل لي ما هو لونك … أقل لك من أنت.