تتعدد أوجه الإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه الولايات المتحدة بحق الشعب السوري، فيأخذ الحيز الأكبر ضمن استراتيجية العدوان الأميركية، حيث باتت واشنطن على قناعة تامة بأن وجود قواتها المحتلة لن يدوم طويلاً، لاسيما في ظل تنامي المقاومة الشعبية، ورفض أهالي منطقة الجزيرة لاستمرار وجود هذا الاحتلال وذراعه الإرهابية “قسد”، لذلك تلجأ إدارة بايدن اليوم لأسلوب الاستهداف الممنهج للبنى الاقتصادية وتخريب المحاصيل الزراعية، لتكون مفاعيل “قيصر” أشد وطأة على المدى البعيد.
للمرة الثانية، يقوم وكلاء وعملاء المحتل الأميركي بالتعاون مع إرهابيي “قسد” بتوزيع بذار القمح المسموم على الفلاحين في عدد من القرى في شمال شرق الحسكة، ومن شأن هذه البذور المسمومة أن تخرب الأراضي الزراعية، وتجعلها غير صالحة للزراعة في المستقبل المنظور، وهذه جريمة موصوفة أخرى، تهدف من ورائها قوات الاحتلال الأميركي لتدمير الأمن الغذائي للسوريين، وهي التي تسلبهم ثرواتهم الزراعية والنفطية، بعدما دمرت مدنهم وقراهم، وشردت الملايين منهم بفعل دعمها المتواصل للإرهاب.
قبل الحرب الإرهابية، كانت سورية تحقق الاكتفاء الذاتي لمحصول القمح على مدار السنوات والعقود الماضية، وهو معروف بجودته العالمية، وحرمانها منه يأتي على رأس الأجندات لمنظومة قوى العدوان، لما يساهم فيه هذا المحصول من كسر أحد جوانب الحصار الخانق، ولاسيما أن مساحات الأراضي الزراعية الخاضعة لسلطة الدولة تزايدت بشكل كبير بعد عمليات تحريرها من الإرهاب، الأمر الذي مكّن الحكومة من مضاعفة حجم دعمها للفلاحين بعد عودتهم إلى حقولهم ورفع وتيرة إنتاجهم الزراعي بما يدعم عجلة الاقتصاد الوطني، وهذا في حد ذاته شكل هزيمة أخرى للمشروع الأميركي، والذي تحاول إدارة بايدن نفخ الروح فيه مجدداً، ولكن من زاوية تشديد الخناق والحصار، والعمل على تدمير الاقتصاد السوري، وحرق الأراضي الزراعية بالمواد المسمومة، للالتفاف على جهود الحكومة السورية من جهة، ولتجويع أهالي الجزيرة ودفع أبنائهم للانضواء تحت راية ميليشيات “قسد” العميلة من جهة ثانية.
طرد الاحتلالين الأميركي والتركي، ومرتزقتهما الإرهابيين، هو ما يكفل إنهاء معاناة السوريين المعيشية، واستعادة ثرواتهم، ودفع دوران عجلة الإنتاج قدماً، وهنا تجدر الإشارة إلى أن عمليات المقاومة الشعبية المتصاعدة في منطقة الجزيرة، تنم عن حالة وعي وإدراك لدى عموم السوريين بأن وجود هذين المحتلين، سبب رئيسي لمعاناتهم، لاسيما أن منطقة الجزيرة تشكل الخزان الأساسي لثرواتهم الزراعية والنفطية، ولا شك في أن رفع وتيرة المقاومة، ستثمر المزيد من الانتصارات على رعاة الإرهاب الدوليين.
من نبض الحدث- ناصر منذر