تسابقت اتحادات بعض الألعاب لإبراز إنجازاتها من خلال عدد الميداليات الملونة التي حصدها لاعبوها في العام الذي رحل لتوه, في حين آثر البعض الآخر منها التزام الصمت المطبق, خجلاً من حصيلته الصفرية, وربما لأنها لم تشارك في أي استحقاق خارجي, ولم تكلف نفسها عناء البحث عن إنجازات خلبية.
في الحقيقة إن الأرقام وحدها ليست مؤشراً إلى الإنجاز, في ظل التغطية على عدد الدول المشاركة وأهمية البطولة, والمواراة على عدم تحقيق أرقام شخصية جديدة, أو المحافظة على الأرقام السابقة, على أقل تقدير, بالنسبة للألعاب التي تعتمد بالأساس على الأرقام, ولا تتوانى جميع الاتحادات عن التذرع بالظروف القاهرة, وضيق ذات اليد, فالألعاب التي حصدت ميداليات, كان بوسعها تحقيق أكثر, وتلك النائمة في أحضان الخمول والكسل, كانت ستحتكر كل الميداليات المتاحة, لو أتيحت لها فرصة المشاركة!
ثمة عقلانية في السعي الحثيث للمشاركات وتسجيل الحضور في البطولات والدورات المهمة, مع الإقرار المسبق أن الغاية ليست المنافسة على الألقاب, وإنما اكتساب الخبرة وكسر حاجز الجليد الذي بناه الانقطاع عن المشاركة, أما الادعاء بتحقيق الإنجازات الوهمية, والتغني بالطفرات, في سبيل الإيحاء أن رياضتنا وألعابنا على الطريق الصحيح, وبالتالي فإن اتحاداتنا ناجحة في إدارة دفة الألعاب وقيادتها إلى التألق والنجومية, فهذا لا يعدو كونه ذر رماد في العيون, ومحاولات بائسة للتمسك بكرسي المسؤولية!
لا يخفى على أحد أن بعض الاتحادات ليست إلا حبراً على ورق, ليس لديها منتخبات, ولا تبني أي منتخب, ويمر عليها عام وأعوام, من دون أن تحرك ساكناً, أو تسعى للمشاركة هنا أو هناك.. وربما لا تنظم مسابقات محلية أيضاً! تسجل غياباً كاملاً عن كل شيء, إلا عند الانتخابات طبعاً.
ما بين السطور- مازن أبو شملة