يطل الإرهاب الداعشي المدعوم أميركيا برأسه من جديد في البادية السورية، بعد فترة من التواري عن الأنظار يفرضها وضع قوات الاحتلال الأمريكي المشغولة أساساً بتجميع إرهابيي داعش وإعادة انتشارهم بحسب أجندة واشنطن الإرهابية.
ومنذ أن حولت الولايات المتحدة منطقة التنف كقاعدة غير شرعية لها تستخدمها كنافذة في دعم التنظيمات الإرهابية في سورية، وخاصة داعش الذي يغيب ويظهر على الساحتين السورية والعراقية بين تصريح أمريكي وآخر، أصبحت الطرق الرئيسية والفرعية والتجمعات السكانية والمرافق الحيوية في منطقة البادية هدفاً للهجمات الإرهابية، وذلك بحسب المهمة التي توكل إلى هؤلاء الإرهابيين من قبل مشغليهم في البيت الأبيض.
والهجوم الإرهابي الذي استهدف حافلة نقل عسكرية مساء أمس في المنطقة (50كم) شرق المحطة الثالثة في البادية السورية، والذي ارتقى نتيجته خمسة شهداء عسكريين وأصيب عشرون آخرون بجروح، لم يكن لولا أن الولايات المتحدة اتخذت على عاتقها حماية داعش وفلوله من ضربات الجيش العربي السوري الذي طهر مساحات واسعة من البادية والمناطق السورية الأخرى من رجس إرهاب داعش وكل التنظيمات المرتبطة به.
واليوم وفي الوقت الذي تواصل فيه سورية حربها المشرفة على الإرهاب بالتعاون والتنسيق مع الحلفاء والأصدقاء، مبددة أوهام رعاة الإرهاب في واشنطن والكيان الصهيوني وأنقرة والغرب المتصهين، ألم يحن الوقت للمجتمع الدولي كي يقف وقفة مع الذات يراجع خلالها مواقفه المخزية على مدار أكثر من عشر سنوات، كانت انعكاساتها كارثية على السوريين.
حيث مع كل تصريح أممي مشبوه تتصاعد معه نيران الإرهاب ضد سورية، وتكون النتيجة على أرض الواقع مزيداً من دماء السوريين تسفك بالتوازي مع دمار ممنهج للبنى التحتية والمرافق الحيوية التي ترتبط بشكل مباشر بحياة كل مواطن سوري.
فإلى ذلك الحين الذي يستفيق فيه ضمير المجتمع الدولي، ويتخلى عن محاباة واشنطن وسياساتها العدوانية، ليس أمام السوريين شعباً وجيشاً وقيادة إلا مواصلة معركتهم ضد الإرهاب التكفيري والاقتصادي وتحقيق النصر النهائي عليه، والشروع بإعادة البناء والإعمار وعودة المهجرين إلى وطنهم الأم سورية.
حدث وتعليق – راغب العطيه