الثـــورة – أيمن الحرفي:
يقضي الإنسان حوالي ثلث حياته نائماً، إلاٌ أن أغلب الناس لا تعرف الكثير عن النوم.
النوم هو حالة طبيعية من الاسترخاء عند الكائنات الحية، في هذه الوظيفة تقل الحركات الإرادية والشعور بما يحدث في المحيط، والنوم ليس فقداناً للوعي بل تغير لحالة الوعي، وهو ظاهرة طبيعية لإعادة تنظيم نشاط الدماغ والفعاليات الحيوية الأخرى عند الكائنات الحية.
يمر الإنسان بمراحل عدة في النوم فالمرحلة الأولى تكون انتقالية بين أحلام اليقظة و النوم، و من خلالها يفرز المخ نسبة مرتفعة من موجات “ثيتا” التي من شأنها التأثير على جميع موجات المخ الأخرى ما يؤدي إلى إبطائها، في هذه المرحلة يشعر الإنسان بالعديد من المشاعر الغريبة نتيجة استرخاء جميع أعضاء المخ و تأخذ بين ٥ إلى ١٠ دقائق، أما المرحلة الثانية فتستغرق حوالي الثلث ساعة حيث يبدأ المخ في التقليل من أدائه ويطلق عليها اسم مغزل النوم وتبدأ درجة الحرارة في الجسم بالانخفاض حتى تصل إلى ٣٦ درجة مع هبوط بمعدل ضربات القلب ثم استقرارها فيما بعد و تعتبر المرحلة الثالثة انتقالية من النوم العادي إلى النوم العميق حيث يطلق المخ في هذه المرحلة موجات بطيئة تعرف باسم موجات دلتا لتبدأ المرحلة الرابعة المسماة بنوم دلتا تبدأ فيها هذه الموجات بالسيطرة على جميع خلايا الجسم و عضلاته حيث تقلل أداءها إلى أقصى درجة ممكنة و من بعدها يبدأ الجسم بالنوم العميق أما أعقد المراحل فهي المرحلة الخامسة و التي تحدث فيها الأحلام فتتحرك العين بحركة سريعة ويزداد نشاط المخ و تتحرك بعض الأعضاء كاليدين و القدمين بالرغم من استرخاء باقي أعضاء الجسم.
إن بقاء الإنسان مستيقظاً يتطلب نشاطاً معيناً في الدماغ يبدأ من جذر الدماغ ويرسل نبضات إلى القسم الأمامي منه وكذلك النوم فإنه يحدث عمليات نشطة في الدماغ منها ما هو لحالة سرعة حركة العين “الحلم” و منها ما هو لحالة حركة العين غير السريعة “الخالية من الأحلام” و إذا اضطر الإنسان للبقاء طوال الليل بلا نوم فإنه تحدث له مشاكل أكبر مما يصادفه عن الاضطلاع بعمل ذهني شاق أو القيام بواجب اجتماعي متعب، و لكنه قد يظل محتفظاً بالقدرة على أداء بعض أعمال غير بالغة التعقيد و كأنه قد نال قسطه من النوم.
و الحرمان الطويل من النوم قد يؤدي إلى ” الهلوسة ” و التخيلات و الانهيار.
و يتساءل الناس عن الفترة المثالية للنوم و التي يحتاجها الإنسان الطبيعي، و هي متفاوتة من شخص لآخر و لكن المؤكد أن عدد الساعات التي يحتاجها نفس الشخص تكون ثابتة دائماً عنده، و أغلب الناس ينامون بين ٧ – ٧.٥ ساعة يومياً و هذا الرقم هو متوسط ساعات النوم عند الغالبية.
و قد بحث العلماء في اضطرابات النوم فوجدوا أن بعضها اضطراب عابر و بعضها اضطراب مرضي قد يلازم الإنسان فترة من الزمن قد تمتد سنتين أو ثلاثة و قد يلازم الأرق بعض الناس طوال حياتهم وعلاج هذه الأمراض أو الأعراض تكون بالعون الاجتماعي أو تبديل مجرى الحياة أو تغيير البيئة و هناك عقاقير طبية ووسائل استشفائية لذلك.
و ينصح الأطباء بوصفات لنوم مريح وآمن و هو تجنب النوم الطويل في ساعات النهار، و الحرص على تناول وجبة خفيفة تحتوي على نسبة كبيرة من الكربوهيدرات و قليلة البروتينات و تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالشاي و القهوة قبل النوم.