يبدو الهلع الإسرائيلي حاضراً مع كل عدوان على الشعب السوري، حيث بات الرعب يسيطر على أركان الاحتلال الصهيوني، في وقت لا تزال فيه حمى التصعيد الكلامي ملازمة لسلوك العجز الاسرائيلي الذي يتجسد حماقة وغروراً على الأرض.
التصعيد الإسرائيلي هو امتداد، بل هو جزء أساسي من التصعيد الأميركي، برغم اختلاف المقاربات والرؤى في تحديد الأولويات والأجندات، لكن الذي يطفو على السطح، هو أقل بكثير مما يغوص في الأعماق، حيث تتقاطع الأهداف الأميركية والإسرائيلية في نسف عناوين وحوامل المشهد الإقليمي والدولي على نحو يحاكي هستيريا الطرفين من الحال الصعبة التي وصلوا إليها إثر الهزائم والصفعات الكثيرة التي لا يزالون يتلقونها في سورية والمنطقة والعالم.
واقع الحال، ينبئ أن جميع أطراف منظومة الإرهاب، لاسيما الأميركي والإسرائيلي، باتوا يلعبون في الوقت بدل الضائع وهم مثقلون بإرث كبير من الإخفاقات التي ضيقت عليهم مساحات وهوامش المراوغة والانكفاء إلى الوراء، وهو الأمر الذي بات يشكل ضغطاً على سلوكهم وقراراتهم وخياراتهم التخريبية والتدميرية التي تتوافق مع الاستراتيجية الإسرائيلية التي ترتكز على إغراق المنطقة بالخراب والإرهاب.
نحذر مجدداً من أن المشهد الإقليمي والدولي قد يكون في طريقه للانفجار وفي أي لحظة، في ضوء السباق المعلن بين الأجندات الأميركية، وبين القرارات والخطط الإسرائيلية الجاهزة التي أعدت لتفجير المنطقة، دون النظر إلى حجم الأثمان والتكاليف الباهظة التي سوف تدفعها “إسرائيل” ومن خلفها واشنطن، وفي كل مكان يتواجدان فيه، وهما يدركان جيداً أنهما باتا يواجهان تحالفاً كبيراً من الدول المقاومة والرافضة والمناهضة لمشاريعهما وخططهما الاستعمارية والاحتلالية.
العبث الإسرائيلي خطير جداً وعلى “إسرائيل” أن تتنبّه لهذا جيداً، لأنه بُعيد لحظة الانفجار يستحيل التنبؤ بردات الفعل وتداعياته وارتداداته على كل الجبهات التي سوف تشتعل فيها النيران بشكل دراماتيكي وسريع.
نبض الحدث- فؤاد الوادي