الثورة – حلب – جهاد اصطيف:
في إطار بناء العلاقات وتعزيزها مع النخب المثقفة، عقدت الهيئة الاستشارية لمديرية الثقافة بحلب لقاء مفتوحاً في صالة تشرين بغية وضع الخطة البرامجية في مجال الثقافة والفنون والآداب، وقدم كل رؤيته لأهمية الأنشطة الثقافية والفنية ودورها في بناء وصقل الإنسان.
• توثيق على الشبكة
وكان من أهم مداخلات الهيئة، العناية ببناء الإنسان أولاً ووضع خطة إعلامية هادفة للوصول إلى هذه الغاية وتوثيق الأعمال المقدمة من خلال تأسيس صفحات على الشابكة لكل هيئة أو جمعية أو مؤسسة تعنى بالشأن الثقافي والانطلاق بشكل أقوى نحو الريف والحديث عن تراثنا المادي وغير المادي، وإبراز غنانا الثقافي والتراثي والتوسع في إقامة النشاطات مستقبلاً وتقديم وجوه جديدة عبر منابرنا الثقافية واستقطاب المواهب الشابة وتكريس ظاهرة التشاركية والتعاون الموجودة بحلب ومراعاة النوعية وعدم تكرار الوجوه والموضوعات وتقديم الجديد منها والنوعي وفق خطط مدروسة مع مراعاة توقيتها وانتشارها عامودياً لتحقيق الغاية المرجوة منها، مع التأكيد على مسألة رفع ميزانية النشاطات والفعاليات بما يتماشى مع الظرف الراهن والجهد المقدم مهما كان نوعه ، والتركيز على استمرارية الاحتفال بإدراج القدود الحلبية على لائحة التراث الإنساني العالمي.
• بناء جيل جديد ومبدع
وعن أهمية اللقاء، أوضح جابر الساجور مدير الثقافة بحلب أن هذا اللقاء يأتي ضمن إطار تعزيز العلاقة بين الأطياف التي تعنى بالشأن الثقافي، وذلك لأجل التباحث والتذاكر، بما يحقق المصلحة العامة، ويسهم في إعداد وبناء جيل جديد من الشباب المبدع في المجالات الثقافية والفنية المتنوعة التي لعبت دائما وفي كل المراحل دورا مؤثرا، وأسهمت بشكل كبير في إيجاد تواصل بين الإنسان والمجتمع الذي يتشكل من خلاله هذا الإنسان.
وأضاف الساجور أن الغاية من اللقاء إعداد خطة برامجية للعام الحالي، تتضمن أنشطة متنوعة في مختلف مجالات الثقافة والفنون والتراث، والسعي إلى توطيد علاقات هذه المفاصل لوضع رؤية العام الحالي وفق محددات العمل المشترك وتقييم عمل العام المنصرم كمشروع وطني يحتاج إلى تضافر الجهود لإنجاح العمل الثقافي في المحافظة، خاصة وأن المديرية تمتلك العديد من المراكز الثقافية ونحو عشر جمعيات وهي كافية، فضلاً عن النقابات والاتحادات الأخرى، منوهاً أن هذا النوع من التعاون والتشارك لا يوجد له مثيل سوى بحلب من أجل رفعة الشأن الثقافي، فضلاً عن التواصل مع المفاصل الأخرى كالجامعة وغيرها لاستقطاب النخب بمختلف المناحي الثقافية والفنية والأدبية وحتى العلمية.
• استمرارية الاحتفاء بالقدود الحلبية
ولفت الساجور إلى أن المديرية تقوم بخطوات توثيقية لكافة نشاطاتها بكاميرات حديثة ، وتسعى لتكريم النخب في حلب، وكذلك تقديم النشاطات النوعية سواء في المدينة أو في الريف الذي سيتم الدخول إليه بقوة واستفراد حيز كبير للاستمرارية والاحتفاء بإدراج القدود الحلبية على لائحة التراث الإنساني العالمي بداية كل شهر تكريساً لثقافتنا وهويتنا وتراثنا ولما تعكسه من أهمية ليس لحلب فحسب بل لسورية أيضاً.
• تجسيد ثقافة النقد
بدوره الدكتور فاروق اسليم عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب، عبر عن سعادته باللقاء ووصفه بالأجمل كونه جمع بين العديد من الأشياء أهمها تجسيد الحالة الوطنية المهمة جداً بكل معانيها من خلال جمع اللقاء كافة الأطياف التي تعنى بالشأن الثقافي في محافظة حلب وتجاوزه حتى الذي كان يحصل قبل سنوات الحرب العدوانية التي شنت علينا، بل وتفوقه أيضاً وهذا مرده لوزارة الثقافة التي تقوم بدور تنويري مهم جداً رغم كل الظروف الصعبة التي مررنا بها والدليل استمراريتها بتقديم الإصدارات والكتب والمطبوعات والإبداعات بشتى أنواعها لتقديم الفكر والأدب والفن بطرق مختلفة من خلال التشاركية والتعاون مع الكثير من الجهات الرسمية والأهلية وكذلك مع الجامعات، حيث كانت هذه الحالة شبه مفقودة يوماً ما ، منوهاً بالخطاب الوطني النوعي الناقد الذي يرتقي بنا عقلاً وفناً وذوقاً وجمالاً وهو الأمر الذي يجب التركيز عليه مع التميز والتعارف المجتمعي والثقافي والأهم احترامنا لأنفسنا مع تفعيل كيفية جعل المجتمع أن يشارك بالثقافة دون أن نغفل التوجه إلى نقاباتنا المهنية الغنية في سورية التي من الممكن أن تقدم الكثير في المجال الثقافي والمبادرة بإصرار تجاهها.
كتاب عن القدود الحلبية
وكشف إسليم أن اتحاد الكتاب العرب مازال مشرعاً أبوابه أمام كل من يجد نفسه قادراً على تقديم بحث حول القدود الحلبية تمهيداً لنشره، خاصة أن هناك مقترحا لطباعة كتاب عن القدود الحلبية والعمل جار على إقامة حفل يليق بهذه المناسبة بحلب، منوهاً بضرورة العناية بالقامات الثقافية والاستفادة منها والتركيز على العمل الشبابي وإتاحة الفرصة للشباب القادر على أن يقدم ما هو مفيد للوطن.
تصوير : هايك أورفليان
