ظن الكثيرون أن الحروب العالمية قد انتهت بانتهاء الحرب الثانية عام 1945م , أو أنها على الأقل قد تأجلت مع انهيار الاتحاد السوفييتي وانكسار قطبية العالم ليكون بقطب واحد حاد, لايعرف إلا لغة الموت والدمار.. أوهام ربما مازالت تسري في تفكير البعض, ولكن الواقع الذي نعيشه ونتابعه ونعرفه, وتدل عليه عليه وقائع ما يجري, هي اليقين أن الحروب لم ولن تنتهي, إن العالم الغربي الذي يغير أساليبه وتفكيره حسب ما يخدم مصالحه, ويحول دون تكرار الخسائر التي تكبدها, جراء الحروب السابقة, هذا الغرب بضفتيه (أوروبا ,أميركا ) يعرف كيف يبحث ويجدد الحروب, يهيء لها أسباب اندلاعها والعمل على تأجيجها, ومن ثم ينبري ليعمل وكأنه المصلح الحكيم, أو رجل الإطفاء الذي يضخ المزيد من زيت الكاز على ما تم إشعاله, ومن ثم نقله ليكون قضية دولية تتيح له أن يستغل كل ما أنتجه من مصطلحات باسم الحرية وغيرها.
المشهد من أفغانستان إلى العراق, ومن قبل يوغسلافيا, وما أعدوه من مؤامرات باسم الربيع العربي, ونعرف ماذا يعني, المشهد يتكرر قرب حدود, بل في عقر الاتحاد الروسي, والعمل على تخريب قلب العالم الذي يريد أن يستعيد طريقه الأخضر من بكين إلى الغرب, لكن هذا لا يقبل الاستعمار الغربي المتجدد بأساليبه, فكانت هذه الحروب التي هي أشنع من الحربين العالميتين, إنها العقل الغربي الخبيث الذي يسخر كل امكاناته للعدوان واستغلال الشعوب والعمل على تدجينها, باختصار: هي حروب عالمية مستمرة, ونتائجها أكثر رعباً مما كان في الحروب السابقة, لأنها تدمر أجيالاً وعالماً, وتحرق أوطاناً.
البقعة الساخنة- ديب علي حسن