تزدهر صناعة التضليل مع كل حدث يقع , وربما كانت قبل فترة زمنية غير قادرة على الفعل والتأثير كما هي اليوم بفعل عوامل انتشارها , ولجوء الاستعمار الغربي إلى جعلها صناعة وحرباً بلا حدود , لاسيما أن القدرة على الوصول إلى كل بيت أينما كان في العالم صار متاحاً.
من هنا تظهر أهمية الانتباه لهذا اللون من الحروب التي يسمونها حسب أجيال أدواتها التقنية , جيل رابع , او خامس إلى ما في القائمة من مسميات , وكان لافتاً منذ أيام عودة التضليل الإعلامي إلى الواجهة مع أحداث كازخستان التي أريد لها أن تكون حريقاً في قلب آسيا للوصول إلى عقر موسكو وبكين وغيرهما , هذا التضليل جعل وزير الدفاع الروسي يقول: إن حرب المعلومات مستمرة الآن على جميع الجبهات، ولا حقّ لروسيا أن تخسر فيها.
وأضاف شويغو: “اليوم لا يقتصر الأمر على عرض المعلومات بشكل أو بآخر، إنه أمر كبير، ولست خائفاً من هذه الكلمة، حرب المعلومات مستمرة على جميع الجبهات ليس لدينا الحق في أن نخسر في هذه الحرب”، بحسب ما ذكر تلفزيون “زفيزدا”.
وتحدث الوزير عن حرب المعلومات ضد روسيا في عام 2019، حيث يعتقد أن الهدف الرئيسي من هذه الحرب الإعلامية هو رغبة الغرب في حكم روسيا، وفي نهاية المطاف العالم.
في عام 2018، قالت رئيسة المجلس الاتحادي فالنتينا ماتفينكو، إن حرباً معلوماتية جارية ضد روسيا.
في 27 يناير/كانون الثاني 2021، أكدت وزارة الخارجية الروسية اندلاع حرب إعلامية ضد مينسك وموسكو، استخدمت فيها وسائل وطرق التلاعب بالرأي العام لتطرف الاحتجاجات.
في 22 نوفمبر/تشرين الثاني، أعربت الناطقة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن رأي مفاده أن الوضع على الحدود البيلاروسية البولندية أصبح “مثالا توضيحياً على حرب المعلومات”.
إنها الحرب الملونة التي تستهدف العقول والرأي العام قبل أي شيء , وعندما تنجح بذلك , يعني أنها هزمت العدو المستهدف ليس لجيل إنما لأجيال , وهذا ما يعني المسخ النهائي لكل مقومات الشعب المستهدف.
نبض الحدث – ديب علي حسن