الثورة – يمن سليمان عباس:
من يتابع الكاتبة والشاعرة السورية رجاء شعبان خلال ما قدمته في الشعر أو الرواية يعرف مقدار البوح الإنساني الذي يعطي الأدب روحه ونسغه.
ويعرف مقدار ما لديها من فيض لغوي يحمل في ثناياه الصورة الإنسانية التي تعزز بلاغة الابداع.
روايتها التي حصلت على جائزة توتول للابداع وصدرت عن الدار نفسها وحملت عنوان : رسالة مطولة إلى عزيزي الرجل ..
بمقدار ما يشي العنوان انها موجهة فعلا إلى نصف المجتمع الرجل لكنها حقيقة موجهة إلى المجتمع كله.. إلى المرأة والرجل معا ..هي رسالة في الحياة وما فيها في الحب آماله آلامه ..إخلاصه خيانته ..الرجل يخلص والمرأة تخلص ..الرجل يخون والمرأة تخون .
وبالتالي هي معادلة متساوية الطرفين ..قد تميل كفة احدهما لكن لابد أن طرفا آخر موجود.
رجاء شعبان في رسالتها هذه تجاوزت ما أنجزته سابقا واستطاعت أن تكثف اللغة التي حملت أحداث ووقائع الرواية واغنت مسار الأحداث.
الرجل الذي تخاطبه كما تقول ..لا يقرؤها ..اي لا يقرأ بطلة الرواية ومع ذلك تصر على الرسالة إليه.. رسالة فيها العتب الشفيف …عزيزي الرجل ..بغض النظر عما تحمله كلمة عزيزي من معان يحددها السياق قد تكون سلبا أو إيجابا لكنها تعني العتب الجميل.
تقدم ما في القلب : يسكنني الأمل ولا اسكن الامل انا .
تسكنني الحياة ولا اسكن الحياة ..
هي الرياح تأخذني مثل الكثبان الرملية ..من صحراء لصحراء ..
رمال لا خير منها الا اصفرار الجو واغبراره ..
عشقت العصافير..وتمنيت لو امتلك طائرا حرا ليس مسجونا ..ولكن هذا لم يحصل ..
يجب أن ندفن الجثث والا نتركها بداخلنا تقتلنا برائحتها العفنة.
نعم يا صديقي كان منذ البداية موتا متقطعا اخاف ان اعلن موته ..أو أن أودعه بشكل نهائي ولكن لابد للموت أن يموت …
رسالة رجاء شعبان تفاصيل حيوات كثيرة نعيشها نعرفها تصل الى مداره عبر وقائع وأحداث تشدنا إلى النهايات التي تتقن صنعها ..وهي القائلة ..حين حطت أجنحتي كان الاصدقاء قد حلقوا وغادروا.