الثورة – نيفين عيسى:
لطالما كانت الحدائقُ مقصداً لشريحة واسعة من الناس يرتادونها للقاء الاصدقاء والمعارف او بهدف استنشاق الهواء العليل والاستمتاع بالمناظر الطبيعية بعيداً عن ضوضاء المدينة وزحمتها، فيما أخذت مشاغل الحياة ومواقع التواصل الاجتماعي حيّزاً من اهتمامات الناس وأبعدت البعض عن الحدائق.
أمل ابو ضاهر ربة منزل أشارت الى أنّ الحدائق تُعتبر مُتنفّساً للأشخاص الذين يُعانون من ازدحام المدن والحاجة إلى أماكن للترويح عن النفس، لكن مشاغل الحياة والالتزامات الوظيفية والأسرية تدفع الكثيرين للتوجه إلى الحدائق خلال أوقات متباعدة وبشكلٍ غير مُنتظم رغم أهمية هذا السلوك الاجتماعي .
فراس قبلاوي موظف بقطاع خاص اوضح أنّ وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت بديلاً عن التواجد في الحدائق العامة لجهة رؤية الأصدقاء والمقربين اذ يُمكن للشخص التواصل مع الغير بالصوت والصورة خلال تواجده في منزله دون الحاجة للقاء الآخرين في مكان عام .
سهام يوسف متقاعدة ذكرت أنها تحرص على ارتياد الحدائق بين وقتٍ وآخر كونها تمنح الأشخاص فرصة للاستمتاع بأجواء الطبيعة والاحساس بالسكينة حتى لو لم يكن الهدف هو التواصل مع الآخرين وتكفي رؤية الاطفال وهم يستمتعون بأوقاتهم خارج المنزل والمدرسة ويرفهون عن أنفسهم مايمنح الشعور بالراحة والكثير من معاني الحياة.
نورس عيسى موظف بيّن ان طبيعة عمله تفرض عليه الالتزام بدوام ٍ لساعات طويلة وهو مايحول بين رغبته في التواجد بالحدائق او غيرها من الأماكن موضحاً أنه يلجأ للتواصل مع الآخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي كبديلٍ من قضاء أوقات معهم في الحدائق او غيرها.
حدائق دمشقَ وغيرها من المحافظات السورية التي كانت موئلاً للأدباء والشعراء وعامة الناس أصبحت اليوم في موقع التنافس مع وسائل التواصل العصرية الحديثة كوسيلة للترفيه عن النفس ومدّ جسور التواصل مع الآخرين.