كلما عقد مجلس الشعب دورة جديدة من أدواره التشريعية تكون الحكومة في معظم الأحيان موجودة, تقدم تقاريرها التي تستعرض ما تم إنجازه والعمل عليه, وهو ليس بالقليل, صحيح أننا نشكو كثيراً وننق كما يقال بالعامية, لكن الواقع يقول إن الكثير قد تحقق, ولكن اللافت للانتباه أن الحكومة دائماً تعيد وتكرر الأرقام قراءة وشرحاً وإسهاباً في الحديث عنها.
هذا أمر إيجابي للوهلة الأولى ومع ضرورة الوقوف على نقاط القوة التي يجب أن تبقى حاضرة, ونعمل استناداً إليها , لكن اللحظة الراهنة التي يجب أن تبقى تستمد قوتها مما تم إنجازه تستدعي أن نقول: لقد استطعنا الآن , وليس وعوداً أننا قد وصلنا إلى حلول تستطيع أن تقدم الرضى للمواطن الذي تعمل المؤسسات الحكومية لتحقيق متطلباته التي تبدو ببساطة بمعادلة طال انتظار حلها (كهرباء ورغيف خبز ووقود).
لن نطمح للمزيد, ولا نريد أن نذهب بعيداً بالأحلام, فقط العمل على إنجاز الحد الأدنى الذي يسكت (نقنا).. كنا نأمل أن يتم سؤال وزارة الكهرباء مثلاً – وربما تم ذلك – لماذا لا يعامل ريف دمشق بنصف ما يتم التعامل به مع المدينة, من حيث وصل التيار الكهربائي, في المدينة ساعتان, كل أربع أو خمس ساعات , بينما في الريف ساعة واحدة غير كاملة كل ست ساعات, كنا نتمنى أن يتم السؤال: متى تنتهي وزارة التجارة الداخلية من معضلة كيس النايلون, وجدول توزيع الخبز؟
كيف لموظف أن ينتظر من الثامنة صباحاً حتى الساعة 12 ظهراً ليحصل على مخصصاته من الخبز؟ وهل سيبقى جدول التوزيع هذا لشهر وشهرين, ثم نقفز إلى ابتكار آخر؟
الحكومة قدمت أرقاما لما تحقق, وهذا كما أسلفنا جيد, ولكن هل ننتظر أرقماً جديدة, تغير الواقع الحالي ولو قليلاً؟
نبض الحدث- ديب علي حسن