موبقات أميركا

الاستثمار الأميركي في الإرهاب، هو حقيقة لا جدال فيها، فهذا الإرهاب في الأساس هو منتوج أميركي وغربي لاستهداف الدول الرافضة للخضوع للمشيئة الأميركية، وسورية على رأس تلك الدول المستهدفة بالإرهاب الأميركي والغربي، والممول بطبيعة الحال من أنظمة خاضعة للمشروع الصهيو-أميركي في المنطقة، وفي ظل الفشل الأميركي المتراكم في سورية – بشهادة مسؤولين أميركيين- فإن إدارة بايدن تلهث لإعادة هيكلة هذا الإرهاب، وإطالة أمد الحرب، على أمل تجاوز الفشل الذي لازم الإدارتين السابقتين لـ” أوباما وترامب”، فيما يتعلق بإمكانية جني مكاسب سياسية من وراء الاستثمار بهذا الإرهاب.

الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية المباشرة عما يعانيه الشعب السوري اليوم، فهي لم تترك موبقة إلا وارتكبتها، ( جرائم قتل وتهجير- دعم متواصل لإرهابيي داعش والنصرة وقسد – احتلال أجزاء من الأرض- تدمير الرقة وتسويتها بالأرض- تدمير ممنهج للبنى التحتية – سرقة الثروات الوطنية- إحراق المحاصيل الزراعية – قانون قيصر ومفرزاته)، وكل تلك الانتهاكات العدوانية تضع الإدارات الأميركية في مصاف التنظيمات الإرهابية، ويعطي الدولة السورية حقها المشروع في مقاومة هذا الإرهاب الأميركي، والعمل على دحره بكل السبل التي أقرتها قوانين الشرعية الدولية، فأميركا قوة احتلال غازية، ومقاومتها واجب مشروع، ومطالبتها بالتعويض عن الأضرار الجسيمة والخسائر الفادحة التي ألحقها احتلالها وعدوانها المتواصل بحق الشعب السوري هو أيضاً حق مشروع لسورية، ومجلس الأمن من واجبه كهيئة دولية يقع على عاتقها حفظ الأمن والسلم الدوليين أن يقف بقوة مع سورية لكبح جماح الإرهاب الأميركي، ووضع حد لاستهتار الإدارات الأميركية بالقانون الدولي وبحقوق الشعوب وثرواتها.

سورية لم تزل حتى هذه اللحظة تواجه الإرهاب الأميركي بأشكاله وعناوينه المتعددة، وإدارة بايدن الحالية، واضح أنها تعمد لإطالة أمد حربها الإرهابية، وهذا ما تشير إليه تصرفاتها العدوانية لجهة إعادة إحياء ” داعش” ونقل إرهابييه من “السجون” التي تسيطر عليها “قسد” ونشرهم في مناطق متعددة بالبادية السورية لاستهداف المدنيين ومواقع الجيش العربي السوري، وأيضاً سعيها لمواصلة الاستثمار بإرهابيي ” النصرة” ومحاولة تلميعهم كـ” معارضة معتدلة”، من أجل تكريس إدلب بؤرة دائمة للإرهاب، وكذلك من خلال تشديد الحصار على الشعب السوري وحرمانه من أبسط مقومات حياته المعيشية، بالإضافة إلى محاربتها لأي حل سياسي ينهي معاناة السوريين وآلامهم من جراء هذه الحرب التي تقودها واشنطن.

أهداف الولايات المتحدة من وراء إرهابها وعدوانها المتواصل واضحة ومكشوفة، وهي عاجزة عن تحقيقها رغم ما تمتلكه من قوة غاشمة، وأدوات إرهابية لا تعد ولا تحصى، هي تلهث لإخضاع سورية ومصادرة قرارها السيادي، وتحييدها عن ثوابتها ومبادئها الوطنية والقومية، وأيضاً لتثبيت احتلالها لإيجاد موطئ قدم دائم يخدم مصلحة العدو الصهيوني ويساعده على التمدد والتوسع على حساب حقوق شعوب المنطقة، وإعطاء وجوده الاحتلالي صفة الشرعية، وكذلك ضرب محور المقاومة باعتبار سورية حاضنة لهذا المحور الذي يشكل حائط سد منيع بوجه المخططات والمشاريع الصهيو-أميركية.

الأهداف الأميركية يستحيل تحقيقها، لأن ذلك يتطلب قبل كل شيء كسر إرادة الصمود لدى السوريين ودولتهم المقاومة، وهذا من المحال، وقد أثبتت سورية خلال مواجهتها لهذه الحرب الأميركية الإرهابية طوال السنوات الماضية قدرتها على الصمود، رغم شراسة هذه الحرب، وحجم الضغوط السياسية والاقتصادية، وهي ستبقى متشبثة بقرارها السيادي الحر، ومتمسكة بوحدة أرضها وحقها المشروع في تحرير كل شبر أرض ما زال يحتله الإرهاب وداعموه، ويبقى على إدارة بايدن أن تعي هذه الحقيقة، وتدرك بأنها ستواجه الفشل ذاته مهما تمادت بإرهابها وغيّها.

من نبض الحدث- ناصر منذر

آخر الأخبار
إعزاز تحيي الذكرى السنوية لاستشهاد القائد عبد القادر الصالح  ولي العهد السعودي في واشنطن.. وترامب يخاطب الرئيس الشرع  أنامل سيدات حلب ترسم قصص النجاح   "تجارة ريف دمشق" تسعى لتعزيز تنافسية قطاع الأدوات الكهربائية آليات تسجيل وشروط قبول محدّثة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة  سوريا توقّع مذكرة تفاهم مع "اللجنة الدولية" في لاهاي  إجراء غير مسبوق.. "القرض الحسن" مشروع حكومي لدعم وتمويل زراعة القمح ملتقى سوري أردني لتكنولوجيا المعلومات في دمشق الوزير المصطفى يبحث مع السفير السعودي تطوير التعاون الإعلامي اجتماع سوري أردني لبناني مرتقب في عمّان لبحث الربط الكهربائي القطع الجائر للأشجار.. نزيف بيئي يهدد التوازن الطبيعي سوريا على طريق النمو.. مؤشرات واضحة للتعافي الاقتصادي العلاقات السورية – الصينية.. من حرير القوافل إلى دبلوماسية الإعمار بين الرواية الرسمية والسرديات المضللة.. قراءة في زيارة الوزير الشيباني إلى الصين حملات مستمرة لإزالة البسطات في شوارع حلب وفد روسي تركي سوري في الجنوب.. خطوة نحو استقرار حدودي وسحب الذرائع من تل أبيب مدرسة أبي بكر الرازي بحلب تعود لتصنع المستقبل بلا ترخيص .. ضبط 3 صيدليات مخالفة بالقنيطرة المعارض.. جسر لجذب الاستثمارات الأجنبية ومنصة لترويج المنتج الوطني المضادات الحيوية ومخاطر الاستخدام العشوائي لها