في ركن مهمل من باحة المدرسة، يجلس أحمد القرفصاء، خافياً وجهه براحة يده، يداري دموعاً علقت برموشه، يرفض اللعب مع أصدقائه ولايبالي بصوت قرع الجرس معلناً انتهاء الفرصة وبداية الحصة الدرسية وربما لم يسمعه.
تتابع المرشدة الاجتماعية في تلك المدرسة قائلة..تغير حال أحمد من طالب ممتلئ حيوية ونشاط وثقة بنفسه والتزام تربوي ودراسي، إلى طفل تائه وعاجز بحاجة إلى من يأخذ بيده ويغدق عليه الحب والرعاية والاهتمام، بعد أن تركه أبواه على حافة الطريق ومضى كل منهما بعربة الحياة بمفرده.
آثار نفسية وجسدية مؤلمة يعاني منها أبناء أزواج اختاروا قرار الانفصال الجذري، وهو آخر الحلول المطروحة على طاولة المفاوضات.
أبناء ..هم ضحايا أزواج لم يفهموا أن الزواج عقد شراكة أزلي بتاريخ غير قابل للانتهاء، وأن الأسرة الصالحة وابتسامة طفل حرمه أبواه أن يعيش معهما تحت سقف آمن من المحال أن تعود وليس بوسع أي خبير تربوي أن يعيد نقشها على جدار قلب بريء محب للحياة.
أصوات كثيرة تربوية واقتصادية واجتماعية ودينية، تدعو الآباء إلى مواجهة العواصف التي تضرب بباخرة الحياة الزوجية والصمود مهما كان الثمن لأنه سيبقى بالتأكيد أقل من الثمن الذي سيدفعه الأبناء في حال (الطلاق)،نداءات تدق ناقوس خطر انفصال الأزواج وتترقب مؤشر تراجع نسب الطلاق،ويكفي ماعاشه أبناؤنا خلال الحرب.
عين المجتمع-رويدة سليمان