أضافت الولايات المتحدة بتدميرها مبنى المعهد التقني في مدينة الحسكة جريمة جديدة على سجلها الحافل في تدمير البنية التحتية للشعب السوري الذي تبقى مدينة الرقة شاهداً أبدياً على الدمار الذي ألحقه التحالف الأميركي غير الشرعي بالبنية التحتية والمدنية السورية بذريعة مكافحة تنظيم داعش الإرهابي الذي كونته وكالة الاستخبارات الأميركية (CAI) باعتراف صريح من الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب.
تتكرر مشاهد هروب السجناء من السجون في العالم ولكن لم يسبق أن استخدمت أي دولة الطيران الحربي لملاحقة السجناء الفارين والقبض عليهم كما فعل أمس الاحتلال الأميركي في الحسكة بعد هروب سجناء من سجن الثانوية الصناعية الذي تديره ميليشيا قسد حيث استخدم الطيران الحربي والمروحي في العملية ما أدى الى وقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة.
كذلك الأمر لم يسبق أن حولت دولة أو قوات احتلال منشآت تعليمية وسط أحياء سكنية إلى سجون لإرهابيين أو مجرمين خطرين كما تزعم وزارة الدفاع الأميركية ولكنها في الحسكة طردت الطلاب من منشأة تعليمية (ثانوية الصناعية) وحولتها الى سجن تحيط به عدة أحياء منها غويران والزهور يقطنها مئات آلاف المدنيين. إن اصرار المحتل الأميركي على بقاء هذا السجن بين الأحياء السكنية في الحسكة وعدم محاكمة السجناء فيه او ترحليهم الى بلدانهم يؤكد توظيفه لهذه الحالة في خدمة المصالح والسياسات الأميركية في سورية ومحيطها اللا إقليمي ومن المعلوم للجميع ان الاحتلال الأميركي يقوم بنقل إرهابيين من هذا السجن ومناطق أخرى الى جبهات القتال في المنطقة أو لتنفيذ أعمال إرهابية ضد الجيشين السوري والعراقي.
كذلك الأمر لا يغيب عن أحد قيام الاحتلال الأمريكي ونظيره التركي بأعمال التطهير العرقي في الجزيرة السورية وشمال غرب سورية لصالح الميليشيات الانفصالية والمرتزقة بشكل خاص وتلبية شروط مشروع الشرق الأوسط الكبير الغربي -الصهيوني في المنطقة ومحيطها الحيوي.
إن استهداف الطيران الأميركي لمبنى المعهد التقني في الحسكة كان متعمدا ويأتي في سياق العدوان الأميركي الممنهج لتدمير البنية التحتية التعليمية والمدنية حيث كان أول ما قصفته الطائرات الأميركية في الرقة بحجة تحريرها من داعش هو المنشآت التعليمية والصحية والمدنية بهدف الوصول الى وضع يصعب فيه استمرار الحياة فيها ودفع المدنيين الى مغادرة سكنهم لتحل محلهم عائلات الإرهابيين والمرتزقة والميليشيات التي أتت بها القوات الأميركية من جميع أصقاع الأرض.
كما كانت المنشآت الاستراتيجية (محطات توليد الطاقة وتزويد المواطنين بالمياه والسدود ومحاور الطرق الرئيسية) هدفاً للاحتلال الأميركي وما ذكرته صحيفة واشنطن بوست الأميركي في تقرير لها قبل أيام عن قيام القوات الأميركية بقصف سد الفرات بقنابل ثقيلة مهددة أرواح عشرات الآلاف من المدنيين هو جزء من كل ودليل موثق على الاستهداف الأميركي المنظم للبنية التحتية السورية وللجيش العربي السوري الذي تمكن من تطهير غالبية الأراضي السورية من التنظيمات الإرهابية التي دعمتها الولايات المتحدة وحلفاؤها وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي.
ويكمل الاحتلال الأميركي تدميره واستنزافه للبنية التحتية والموارد السورية بمواصلته سرقة ونهب النفط السوري ومصادرة القمح والحبوب وحرمان الشعب السوري منها في إطار الإرهاب الاقتصادي الذي تشكل الإجراءات الاقتصادية أحادية الجانب التي تفرضها الدول الغربية والولايات المتحدة أحد جوانبه الفظيعة النتائج على حياة السوريين.
إن الصمت الدولي على الاحتلال الأميركي السافر على سورية ومواصلته تدمير بنيتها التحتية هو بمثابة مشاركة غير مباشرة في هذا الدمار ومخالفة كل القوانين الدولية وبالتالي سيكون له آثار وخيمة على التعاون الدولي لأن ما فعلته أميركا في سورية وليبيا واليمن قد تفعله في أي مكان آخر ما دام لم يعارضها أو يدينها أحد.
معاً على الطريق- أحمد ضوا