لعل هناك أبعد وأهم من وصف وقائع الأحداث التي شهدتها الحسكة خلال الأيام الماضية نتيجة استدعاء تنظيم داعش الإرهابي من قبل المحتل الأمريكي لتنفيذ حلقة جديدة في مسلسل الاستهداف المستمر للدولة السورية والشعب السوري، فالوقائع مكشوفة وواضحة ومسبقة الصنع، أما الأهم والأبعد فهو أن القاعدة الذهبية التي تلمع في الحسكة هي الإيمان المطلق بحيوية ووطنية ووفاء الشعب وصلابته وإرادته الراسخة في المواجهة وتحمل الصعاب والتغلب عليها، وهذا هو أهم العوامل التي تؤدي إلى النصر.
نعم دائماً هناك دروس من وقائع الحرب ومواجهة الإرهاب الذي استهدف البشر والشجر والحجر ولم يستثن أحداً من مكونات المجتمع السوري بمختلف شرائحهم الاجتماعية وانتماءاتهم السياسية وحتى أعمارهم من الطفل إلى شباب الوطن إلى النساء والمسنين، ولعل من الدروس التي تحتاج منا إلى التأمل والاستفادة مما حدث لتقوية وتعزيز إرادة التحدي التي كانت السلاح الأقوى في مواجهة هذا الاستهداف تركيز الإرهابيين على الحرب النفسية وسعيهم لفرض الهزيمة الافتراضية قبل الدخول إلى أي مكان يخططون للدخول إليه، وقد أثبتت وقائع التاريخ أن أشد أنواع الهزائم هي الهزيمة النفسية لأنها تدمر كل الطاقات وتبدد كل القوى وإن أقوى أسلحة الانتصار هو سلاح الإرادة وروح التفاؤل.
أمثلة كثيرة قدمتها الحسكة حيث كان المواطن شريكاً في تحقيق الانتصار على الإرهابيين، وحريصاً على حالة التماسك الاجتماعي التي جمعت أبناء الوطن فكان الوفاء متأصلاً في القلوب جداراً منيعاً يصعب اختراقه.. وكان ثمة سباق باتجاه المبادرة لحماية الوطن وأبناء الوطن من تداعيات الأعمال الإرهابية.
وربما تكون حالة القلق مبررة لجهة التخوف من تدوير داعش ومن عروض جديدة في المهرجانات الممسرحة التي ترعاها وتمولها الإدارة الأميركية لكنها في نفس الوقت فرصة للتحفيز على مواجهة التحديات بقوة أكثر وتعزيز الثقة بأنه لا خوف ولا مساومة ولا تراجع ولا تردد أمام الدفاع عن الأرض والعرض، والحقيقة التي يعرفها ويدركها الجميع أن منابر الأعداء لم تستطع إضعاف عزيمة أبناء الحسكة وثقتهم بجيشهم ودعمهم لهذا الجيش، وأن أهالي الحسكة صامدون وباقون في مدينتهم ومع جيشهم ولن تثني عزيمتهم وولاءهم لوطنهم كل المحاولات اليائسة لاختراق صفوفهم.
الكنز – يونس خلف