الضريبة التي تأكل

توضع الضرائب على أسس ومبادئ معروفة بحيث تحقق العدالة والمساواة، وتلعب دوراً أساسياً في التحكم بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية وليست فقط مصدراً للإيراد، فالضريبة من خلالها تتحقق خطة اقتصاد الدولة، فهي تُفرض بنسب مرتفعة لمنع سلع من الدخول إلى البلاد كي لا تنافس المنتج المحلي، وتُفرض بنسب منخفضة على السلع الضرورية غير المتوفرة، وهذا ما نلمسه من خلال الإعفاءات لتشجيع الاستثمارات ومساعدة بعض الفئات الاجتماعية، ولذلك لا ننظر إليها أنها فقط وسيلة للإيراد للخزينة العامة، فهي تقوم على توافق السياسات الاجتماعية والخطط الضريبية، وأكبر خطأ في السياسات الضريبية أن ننظر إليها أنها إيراد لفترة بسيطة لأننا بذلك نفقد المطرح الضريبي (المعامل والورش والحرف) ونفقد معها النشاط الاقتصادي وما يلحق به من فرص العمل وغير ذلك من الأمور.

من أهم المعايير الضريبية تحقيق العدالة وتقاضي الضريبة على الأرباح الحقيقية، بحيث تكون ملائمة للمكلف ولا تؤدي إلى إرهاقه فنحفظ الإيراد الدائم والمطرح الضريبي معاً والعودة بأثر رجعي إلى الضرائب يتناقض مع كل الأسس الضريبية لأنه يمكن أن يقود إلى نتائج كارثية على المكلف، فالمكلف استقر وضعه المالي بعد أن سدد الضرائب ووضع خطته على هذا الأساس، ولا يتحمل مسؤولية التهرب الضريبي أو وقوع أخطاء في التقدير الضريبي، وإنما تتحمل مسؤوليته تلك الجهات القائمة على تنفيذ السياسات.

النظام الضريبي بحاجة إلى إصلاح يقوم على اقتطاع الضريبة من الأرباح الحقيقية لا على أسس تخمينية بمفعول رجعي، فأي ضريبة تُفرض بغير استحقاق صحيح على التاجر والصناعي يتم عكسها على المنتجات وبالتالي يدفع المواطن الثمن، حتى في تنفيذ عقود الدولة فأي متعهد يتقدم إلى مناقصة يُضيف الضريبة على تكاليف تنفيذ العقد وبالتالي تدفع الدولة قيمة الضريبة للتاجر ومن ثم يقوم بتسديدها للخزينة دون أن يتكلف قرشاً واحداً.

الضريبة التي تأكل مطرحها ستخسر بشكل دائم ولا بد من عقلنة الضريبة ليستمر الإنتاج وتستمر الأرباح التي على أساسها فقط تُقتطع الضريبة.

معا على الطريق -معد عيسى

آخر الأخبار
نمو متسارع وجهود مؤسسية ترسم مستقبل الاستثمار في "حسياء الصناعية"  محافظ درعا يبحث مع رجل الأعمال قداح واقع الخدمات واحتياجات المحافظة مصادرة كمية من الفحم الحراجي في حلب لعدم استيفائها الشروط النظامية للنقل معالجة مشكلة تسريح عمال الإطفاء والحراس الحراجيين.. حلول الوزارة في مواجهة التعديات والحرائق المستقب... الفضة ملاذ آمن على الجيوب والأونصة تسجل ٦٠ دولاراً دخول قافلة مساعدات جديدة إلى السويداء خالد أبو دي  لـ " الثورة ": 10 ساعات وصل كهرباء.. لكن بأسعار جديدة  "النفط" : أداء تصاعدي بعد تشغيل خطوط متوقفة منذ عقود.. وتصدير النفتا المهدرجة الذهب يرتفع 10 آلاف ليرة سورية وانخفاض جزئي لسعر الصرف في مرمى الوعي الاجتماعي.. الأمن العام ضمانة الأمان  1816 جلسة غسيل كلية في مستشفى الجولان الوطني إيطاليا تقدم 3 ملايين يورو لدعم الاستجابة الصحية في سوريا وزير الطاقة :٣,٤ملايين م٣ يوميا من الغاز الأذري لسوريا دمج سوريا في المجتمع الدولي مسؤولية جماعية واستحقاق استراتيجي    Media line  زيارة الشيباني إلى موسكو.. اختبار لنوايا روسيا أم إعادة صياغة لتحالف قديم الغاز الأذربيجاني إلى سوريا.. خبيرة تنموية لـ"الثورة": تأثيرات اقتصادية على المدى المتوسط    د.يحيى السيد عمر لـ"الثورة": الطريق طويل لشراكة اقتصادية مع روسيا استخدمه بحذر... ChatGPT ليس سريا كما تظن  تركيب محولة كهرباء جديدة في كفير الزيت بوادي بردى بين الحقيقة والتزييف..الأمن العام السوري صمّام أمان الدولة