يتدحرج المشهد الدولي سريعاً نحو الأسوأ، وتبدو الأبواب مشرعة على كافة الخيارات التي قد تذهب بالجميع إلى ما هو أبعد من حافة الهاوية، الهاوية التي تجهد الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بشتى السبل والوسائل للدفع نحوها.
ما يجري قد يكون مخاضات لحرب عالمية، لكنه بكل تأكيد هو مخاضات لولادة عالم جديد متعدد الأقطاب، تندثر فيه الأحادية القطبية، وسياسات الأمر الواقع والتفرد والهيمنة.
الولايات المتحدة ومن خلفها حلفائها الغربيين، تواصل هستيريتها واستفزازاتها، وتواصل بذات الوقت كذبها ونفاقها، فما هو مسموح لها، ممنوع على غيرها، فهي تنشر قواعدها العسكرية في أعالي البحار وخلف المحيطات وفي معظم دول العالم، وتدعي أنها تهدف من وراء ذلك إلى الحفاظ على أمنها القومي!!، بل إنها تذهب بعيداً في الادعاء والكذب، عندما تقول إنها تحافظ على الأمن والسلم العالميين!؟، وهي بنفس الوقت تمنع الدول الأخرى من ممارسة حقها في الدفاع والحفاظ على أمنها الوطني والقومي وفي الحدود الدنيا، وهي أيضاً تحتل وتدمر الدول تحت شعارات حماية الديمقراطيات والحريات والأقليات وحقوق الإنسان، كما أنها تنشر الإرهاب وتصدره إلى الدول المناهضة لسياساتها ومشاريعها وتعبث وتهدد السلم والأمن العالمي.
ما تقوم به روسيا هو حلقة جديدة في مسلسل إعادة ترتيب النظام العالمي على أسس وقواعد جديدة، غير تلك التي تجهد الولايات المتحدة لإبقائها ممسكة بمفاتيح العالم، ومتحكمة فيه إلى ما لانهاية، حتى تواصل نهبها خيراته وثرواته.
نبض الحدث – فؤاد الوادي