يطلق لقب الأكاديمي علمياً على ما بعد المحترف، وليس المحترف في مجال بل في اختصاص ضمن المجال..
السؤال هنا وبعد بروز ما يدعى بالأكاديميات الرياضية عندنا، هل تستوفي هذه المنشآت شبه المرخصة شروط الأكاديميات؟ وهل مدرسوها أكاديميون فعلاً أم من جماعة هلم جرا؟!
الحقيقة مؤلمة، وهي أنه لا توجد عندنا أكاديميات إلا ما جرى حسب الموضة العالمية من مشاريع مولها رأسمال ترفيهي وليس علمياً ورأسمال استثماري وليس رياضياً.
تفتقر براعمنا الرياضية إلى مكان تطور فيه قدراتها ومهاراتها ويصقلها على أيدي أكاديميين حقيقيين مزودين بالشهادات والخبرات والكفاءات، وتذهب المواهب الحقيقية سدى على أرصفة الشوارع وفي الفسحات الممكنة لأنها ليست جزءاً من الترفيه، ولا من الطبقة التي يحق لها الترفيه، بينما تلقى فئة أخرى عديمة الموهبة بعض الرعاية في استثمارات ترفيهية سميت مجازاً بالأكاديميات.
إن سبب تأسيس الأكاديميات لدى الفرق العالمية الكبرى ليس الحصول على البطولات، ولا رعاية اللاعب المحترف، بل إيجاد أجيال متجددة ترفد الأندية والمنتخبات، وصناعة مواهب متطورة ومستمرة بالتطور مع كل جديد، فأين أكاديمياتنا من هذا؟.
هناك حلول موجودة بين أيدينا لتأسيس نواة لأكاديميات قد تكون مستقبلاً ذات قول فصل في تاريخ الكرة السورية تحديداً وباقي الرياضات، على رأسها إيلاء اهتمام كبير جداً بالأندية الشعبية التي تضم الفئات العمرية الصغيرة وبطولاتها، وهذا الاهتمام يجب أن يتبلور من خلال إشراف اتحاد الكرة المباشر عليها ومراقبتها بدقة شديدة عبر مختصين سيكونون سعداء بهذه المهمة الوطنية السامية.
ومن الحلول أيضاً استيعاب المواهب الشابة الواعدة ضمن طريقة المنح الدراسية، وهي تجربة شديدة النجاح، في أكاديميات الفرق وحتى الأكاديميات الخاصة، والتكفل بدراستهم أولاً وبصقلهم كروياً ثانياً وبكل ما يلزمهم من دعم مادي ونفسي.. الخ.
الكرة الآن تعد مقياساً لرقي الشعوب وتطورها، بل وداعماً أساسياً للاقتصاد والسياحة وشعبية البلدان وسمعتها، وهي ورقة استثمارية هائلة، ونقلها من العبثية والفوضى إلى الأكاديمية ضرورة حتمية، فأين نحن من هذه المهمة؟.
مابين السطور -سومر حنيش