لصوصية أميركا

 

الكل يلمس اليوم مفاعيل الحصار والعقوبات الغربية، والتي تزداد تداعياتها حدة في ظل مواصلة قوات الاحتلال الأميركي لسرقة القمح، هذا المحصول الاستراتيجي، إلى جانب سرقة ثرواتنا النفطية والغازية، إذ تستمر قوات المحتل الأميركي بشكل يومي بإخراج عشرات الأطنان من القمح المسروق إلى الدول المجاورة من خلال معابر غير شرعية، وبيعه في الأسواق الخارجية لحساب الخزينة الأميركية، وجزء من أثمان هذا القمح يذهب لدعم التنظيمات الإرهابية التي ترعاها الولايات المتحدة.

معروف أن سورية كانت تحقق على مدار السنوات والعقود الماضية الاكتفاء الذاتي لمحصول القمح، وكانت تصدر الفائض منه، وحرمانها من هذا المحصول هو لمنعها من كسر أحد جوانب الحصار الخانق، لاسيما أن مساحات الأراضي الزراعية الخاضعة لسلطة الدولة تزايدت بشكل كبير بعد عمليات تحريرها من الإرهاب على يد الجيش العربي السوري، الأمر الذي مكن الحكومة من مضاعفة حجم دعمها للفلاحين بعد عودتهم إلى حقولهم ورفع وتيرة إنتاجهم الزراعي بما يدعم عجلة الاقتصاد الوطني، وهذا في حد ذاته شكل هزيمة أخرى للمشروع الأميركي، وعمليات النهب المتواصلة لمحصول القمح، هدفها الالتفاف على جهود الحكومة السورية أولاً، ولتجويع الأهالي ودفع أبنائهم للانضواء تحت راية ميليشيات ” قسد” العميلة، أو ميليشيات المرتزقة التي تشكلها قوات الاحتلال الأميركي ثانياً.

الإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه واشنطن اليوم، يأخذ الحيز الأكبر ضمن استراتيجية العدوان الأميركية، بسبب إدراك الولايات المتحدة لحقيقة مهمة تتمثل بأن وجودها الاحتلالي لن يدوم طويلاً، ودعمها المتواصل للإرهابيين لن يسعفها في تحقيق أجنداتها على المدى الطويل، ولذلك تتمادى بارتكاب جرائم السرقة والنهب، وتسعر من حدة إجراءاتها الاقتصادية القسرية لمحاربة السوريين في لقمة عيشهم، ومحاولة تأليبهم على الحكومة، لتحميلها المسؤولية الكاملة عن تردي الوضع المعيشي، فيما الاحتلالان الأميركي والتركي لأجزاء من الأراضي السورية، ونهبهما بالتعاون مع أذرعهما الإرهابية والانفصالية للثروات الزراعية والنفطية، هما السبب الرئيسي لمعاناة السوريين.

إمعان أميركا بجرائم لصوصيتها، وبإرهابها الاقتصادي والعسكري والسياسي والنفسي، وتسخير كل إمكانياتها للنيل من صمود سورية وشعبها، يشير إلى حقيقة أن واشنطن لا تريد الاعتراف بفشل مشروعها وهزيمة مخططاتها، وأن كل هذا الإرهاب المتصاعد هو محاولة للانتقام والثأر، وهو أداة قذرة لتدمير كل منجزات السوريين التي حققوها على مدى سنوات نضالهم خلال العقود الماضية، وهذا في حد ذاته يشير أيضاً إلى مدى قوة وصلابة سورية، رغم أنها ليست دولة عظمى، وإنما هي عظيمة بتاريخها وحضارتها وشعبها وإرادتها الحرة ومقاومتها المتأصلة.

نبض الحدث- ناصر منذر

آخر الأخبار
خطوة "الخارجية" بداية لمرحلة تعافي الدبلوماسية السورية  الشرع يترأس الاجتماع الأول للحكومة.. جولة أفق للأولويات والخطط المستقبلية تشليك: الرئيس الشرع سيزور تركيا في الـ11 الجاري ويشارك في منتدى أنطاليا بعد قرارات ترامب.. الجنيه المصري يتراجع إلى أدنى مستوياته الأمم المتحدة تحذر من انعدام الأمن الغذائي في سوريا.. وخبير لـ" الثورة": الكلام غير دقيق The Hill: إدارة ترامب منقسمة حول الوجود العسكري الروسي في سوريا أهالٍ من حيي الأشرفيّة والشّيخ مقصود: الاتفاق منطلق لبناء الإنسان تحت راية الوطن نقل دمشق تستأنف عملها.. تحسينات في الإجراءات والتقنيات وتبسيط الإجراءات وتخفيض الرسوم نظراً للإقبال.. "أسواق الخير" باللاذقية تستمر بعروضها "التوعية وتمكين الذات" خطوة نحو حياة أفضل للسّيدات تساؤلات بالجملة حول فرض الرسوم الجمركية الأمريكية الخوذ البيضاء: 453 منطقة ملوثة بمخلّفات خطرة في سوريا تراكم القمامة في حي الوحدة بجرمانا يثير المخاوف من الأمراض والأوبئة رئيس وزراء ماليزيا يهنِّئ الرئيس الشرع بتشكيل الحكومة ويؤكِّد حرص بلاده على توطيد العلاقات مصير الاعتداءات على سوريا.. هل يحسمها لقاء ترامب نتنياهو غداً إعلام أميركي: إسرائيل تتوغل وتسرق أراض... Middle East Eye: أنقرة لا تريد صراعا مع إسرائيل في سوريا "كهرباء طرطوس".. متابعة الصيانة وإصلاح الشبكة واستقرارها إصلاح عطل محطة عين التنور لمياه الشرب بحمص علاوي لـ"الثورة": العقوبات الأميركية تعرقل المساعدات الأوروبية السّورية لحقوق الإنسان": الاعتداءات الإسرائيليّة على سوريا انتهاك للقانون الدّولي الإنساني