ضاع وقت طويل يوم الأربعاء الماضي في عرض ومناقشة التعديلات التي طرأت على قانون انتخاب اتحاد كرة القدم (اتحادنا)، هذه التعديلات التي قيل إن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، هو الذي طالب بها بعد أن وجد أن اتحاداتنا الكروية فيها خلل، وأنها لم تكمل دورتها الانتخابية في السنوات الأخيرة.
الوقت ضاع في اجتماع الجمعية العمومية علماً أن الاجتماع كان للمصادقة على التعديلات وليس لمناقشتها، فالأعضاء ليسوا مطالبين إلا برفع الأيدي للموافقة، ولهذا وبعد ثلاث ساعات ونصف تقريباً كل ما طرح أصبح موافقاً عليه. ولكن سؤالاً آخر يطرح نفسه ألا وهو: هل كانت التعديلات الجديدة مفيدة من حيث الشكل مبدئياً أي هل ستأتي فعلاً بأعضاء أهل لأن يكونوا في مجلس إدارة واحد من أهم الاتحادات الرياضية؟
وسؤال آخر يتعلق بالمضمون: هل في هذه التعديلات ما سيكون مفيداً في تطوير اللعبة الشعبية الأولى وهناك الكثير الذي تحتاجه كرة القدم لتتطور، كالملاعب الجيدة والاستقرار الإداري والفني والمال والاحتراف الحقيقي وغير ذلك؟
من الواضح أنه لا بالشكل ولا بالمضمون ستتغير كرة القدم مع التعديلات الجديدة، وهذا ما ستؤكده الانتخابات القادمة والمنتظرة والتي سنجري في أيار القادم، وإن غداً لناظره قريب، فإن أتى رجل قوي وخبير لقيادة اللعبة فإن الأعضاء لن يكونوا على قدر المسؤولية، وإن جاء اتحاد يمكن أن نتفاءل به، فإن أموراً كثيرة يحتاجها هذا الاتحاد للنجاح كالاستقلالية الحقيقية والمال والبنية التحتية التي يتطلبها النجاح، فضلاً عن أندية بإدارات محترمة عمرها طويل وتعمل للمصلحة العامة..
هذا كله والكل يعلم بأنه غير موجود، ولا يتوقع أن يكون موجوداً في المستقبل القريب، ليضيع مزيد من الوقت، ولتتراجع كرتنا أكثر، وليبقى التأهل للمونديال والمنافسة الآسيوية على صعيد الأندية والمسابقات الكبيرة مجرد أحلام.
ما بين السطور – هشام اللحام