في الضاحية العمالية بحمص.. مستنقعات الصرف الصحي تحيط بالأبنية السكنية واللصوص يستغلون انقطاع الكهرباء للسطو على الممتلكات
الثورة – تحقيق – سلوى إسماعيل الديب:
غيض من فيض من المشكلات التي طرحها أهالي الضاحية العمالية بحمص، حيث تحدثوا للثورة عن قلة وسائل النقل في فترة بعد الظهيرة، تجعل الموظف والطالب في حالة قلق بأنه لن يتمكن من العودة لمنزله، وأكدوا وجود مستنقعات من مياه الصرف الصحي وأسراب من الحشرات والبعوض بجانب الأبنية السكنية تتسببت بالعديد من الأمراض، وغيرها من الشكاوى نتابعها باللقاءات التالية.
* قلة وسائل النقل..
يقول أحد القاطنين في المنطقة المهندس “صبحي يوسف”: من أكبر المشكلات التي نعانيها في المنطقة هو موضوع المواصلات، برغم قرب الضاحية من مركز المدينة، ووجود الكثافة العددية في المنطقة، حيث وصل عدد السكان لـ 30 ألف نسمة، ويتوقف السير عند الساعة الثالثة، برغم أننا في مرحلة أمان، نتمنى فقط إلزام السرافيس على أقل تقدير بتأخير رحلاتهم للساعة الخامسة أو السادسة بشكل دوري بين السرافيس..
* مستنقعات تحيط الأبنية السكنية..
وأضاف يوسف: أما النقطة الأخرى التي تقض مضجع أغلب أهالي المنطقة هي المستنقعات التي تجاور المباني السكنية، فنحن لا زلنا في فصل الشتاء والبرغش ينغص عيشنا، كيف سيكون الوضع في فصل الصيف؟ نحن متخوفون من الأمراض وانتشارها مثل اللشمانيا والجرب وغيرها، حيث لا نستطيع ضبط الأطفال من اللعب في المستنقعات، هذه المياه أصبحت تهدد البنية التحتية، ونخشى من حدوث انهيارات في الأبنية السكنية، وحتى الطرق المعبدة لم تسلم وقد تعرضت للعطب وبدأت تتلف وتتفسخ بفعل المستنقعات.
* فوضى وسرقة..
ومن أكبر المشكلات لدينا هي السرقات والتي تحدث بشكل يومي، نحن نطالب الجهات المعنية بإحداث نقطة شرطية مقيمة بشكل دائم في الضاحية، وتسيير دورية جوالة من الساعة 10ليلاً حتى الصباح لتفقد الأوضاع، فبمجرد انقطاع التيار الكهربائي ينشط اللصوص ليلاً، وبرغم قيام دوريات الناحية بجولات، لكن بمجرد مغادرتها المنطقة يبدأ اللصوص عملهم، ولم يسلم منزل في الضاحية من شرهم في الأمس سرقت أكبال الكهرباء وسبقها أكبال الهاتف وقبلها شقة سكنية، أما سرقة بطاريات السيارات وإطارات السيارات فدائمة، حيث أصبح السكان في حالة ذعر، لدرجة أن أحد السكان وقف يترقب اللص كيف يسرق البنزين من سيارته ولم يستطع مواجهته خوفاً من أن يكون حاملاً للسلاح، لعدم وجود جهة ذات صلاحية تستطيع تلبية النداء فوراً عند حدوث طارئ أمني، حتى في حال حدوث النزاعات بين الأهالي لا يوجد من يتدخل..
* وعود بالحلول من العام الماضي..
“فكرت أدريس” أحد سكان المنطقة تعاني من وجود المستنقعات قبالة البناية التي تقطن بها، منذ ثمان سنوات وقد راجعت الإسكان العسكري وسألتهم عن آلية حل المشكلة، فكانت الإجابة بأن هناك خطة للحل بحفر قناة لجر المياه الملوثة لبحيرة قطينة، مع وعود بالحل منذ الشهر العاشر في العام الماضي، الحل لم يأت بعد، وأشارت بأن سبب تجمع المياه هو ارتفاع المنطقة و وجود الصخور فيها..
وأكدت أنه في الجهة المقابلة تتجمع مياه الأمطار كذلك وتملأ الشوارع بسبب عدم وجود الشوايات، وقالت بأنهم يعيشون بضيعة منسية..
* لا منافذ للسورية للتجارة..
وأضافت لا يوجد منافذ للبيع تابعة للسورية للتجارة حيث يضطرون للذهاب للمدينة للحصول على مخصصاتهم من المواد التموينية وغيرها وفارق الأسعار كبير بين المدينة والضاحية العمالية حيث الغلاء فاحش، بالإضافة لعدم وجود بلدية تتابع المنطقة خدمياً وتيسر أمورها..
وما يقض مضجع السكان عدم التنسيق بين المياه والكهرباء، فتعاني الطوابق العليا من قلة المياه بشكل مستمر، وخصوصاً في فصل الصيف.
* مطالب بنقل داخلي..
وأشار مختار الضاحية العمالية “أحمد شعبان” لعدم وجود وسيلة نقل بعد الساعة الثالثة من بعد الظهيرة حيث الموظف وطالب الجامعة الذي دوامه للثالثة لا يمكنه العودة لمنزله، في وقت أصبح أغلب الناس تبحث عن عمل إضافي في المدينة ليؤمن احتياجاته، و لم يعد لدى الناس قدرة للقدوم بسيارة خاصة، حيث وصل أجرها لـ 125 ألف ليرة سورية، وقد قام بالتواصل مع مدير النقل الداخلي بهدف تأمين نقل للمنطقة وكانت الإجابة بعدم وجود إمكانية، وبأن باصات النقل الداخلي تحتاج لدراسة، وطالب بقيام شركة النقل الخاصة بتخديم المنطقة، وكان الرد بأن الشركة تحتاج لتأمين مبلغ مالي كتأمين، ولكن المواطنين عاجزون عن دفع المبلغ..
علماً أن الخط الواصل بين الضاحية العمالية والمدينة عليه عدة قرى.. الحايك والمصفاة والمزرعة والغاصبية..
وعن مشكلة المجارير قال “شعبان”: في بداية الأحداث قام الإرهابيون بنزع أغطية الركارات وردمها، فأصبحت المياه الملوثة تطفو على السطح في الشوارع، ما أدى لتشكل المستنقعات، وقد راسلنا الإسكان العسكري، ورفعنا العديد من الكتب، وكان الرد بأن المشروع لم يسلم بعد، ويحتاج لعمل وقد تابعت الموضوع..
* على ذمة شركة المياه..
بالتواصل مع مدير شركة المياه والصرف الصحي في حمص المهندس “أيمن النداف” أكد بأنه يوجد في المنطقة بئران في الخدمة، ومنذ عدة أيام كان هناك عطل في أحد الآبار فكانت كمية المياه قليلة، ولكنه عاد للخدمة، وأشار لصعوبة التنسيق مع شركة الكهرباء، وبأنهم يقومون بضخ المياه بشكل منتظم لمدة تصل لسبع ساعات أحياناً، وخلالها لابد أن تأتي الكهرباء ساعة على الأقل، وعلى المواطن تأمين صعود المياه للطوابق العليا في حال العكس..
* السورية للتجارة جاهزة..
أما حول مشكلة عدم وجود منافذ للسورية للتجارة كان رد مدير فرع حمص السورية للتجارة “محمد عمران” بأن السورية للتجارة تستطيع افتتاح صالة في المنطقة في حال توفر المكان، وتواصل معهم بعض سكان المنطقة أو لجنة الحي أو المختار أو البلدية، وهم جاهزون لتأمين الخدمات، في العام الماضي قاموا بافتتاح ثلاثين منفذاً في مناطق مختلفة، ولديهم ثلاثون طلباً تقريباً لهذا العام، علماً أن السورية للتجارة تقوم بتوزيع المواد التموينية من خلال سياراتها وأجهزة الماستر، وخلال الدورة الماضية تم التوزيع 100%.
* مجلس المحافظة: نقص بالسيارات العاملة..
وعن مشكلة النقل أفادنا عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في المحافظة المهندس “حسام منصور” بأن ملاك خط النقل هو عشرون سيارة، وحالياً يوجد نقص كبير في عدد السيارات. فالسيارات المسجلة على الخط 13 سيارة، السيارات العاملة الفعلية 18 سيارة، وتواصل مع مختار الضاحية العمالية “شعبان” وأكد بأن جميع السيارات المسجلة على الخط تقوم بتنفيذ الرحلات المطلوبة بشكل جيد ولكن المشكلة بعدد السيارات فهو غير كاف.
وبما يتعلق بالنقل الخاص ممكن مراجعة مجلس المدينة لمتابعة الأمر والتعاقد مع مستثمر خاص.
أما بشأن باص النقل الداخلي، فتحدث مع مختار الضاحية لإرسال كتاب لدراسة الإمكانيات المتوفرة لتأمين باصات على الأقل رحلة صباحاً ورحلة مساء، وبالنسبة للرحلات يجب على الجهة الإدارية في المنطقة إرسال كتاب لدراسته من الجهة المختصة، وزيادة عدد الرحلات، وتزويد السيارات العاملة بالمحروقات اللازمة.
* الصرف الصحي لم يسلم المشروع..
وتابع بالنسبة للصرف الصحي فهي مهمة الإسكان، لم يتم تسليم المشروع بعد، والموضوع يعالج في المحافظة، وقد كلفت بلدية خربة التين حالياً بمعالجة الموضوع، بعد صدور القرار مؤخراً المشترك بين وزارة الإدارة المحلية ووزارة المورد المائية بتكليف ونقل الملف لشركة الصرف الصحي في المحافظة، والموضوع قيد المعالجة من قبلهم..