تشكل الطواقم الطبية والتمريضية والفنية ركناً أساسياً في القطاع الصحي، فجهودهم النبيلة المستمرة بتفانٍ وإخلاص لها دور بارز في خدمة المواطنين، لا يدخرون جهداً في الوفاء بالتزاماتهم وواجباتهم بكل إنسانية ومهنية في جميع الأوقات.. كما أن لهم بصمة واضحة في مسيرة التطوير والتحديث التي يشهدها القطاع الصحي.
العمل بالنسبة لهم انتصار الإرادة والعزيمة على ظروف الحرب والحصار.. واضعين حياة مرضاهم قبل حياتهم، حاملين على كاهلهم أمانة الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين، وكلّ من يقيم على هذه الأرض الطيبة بكلّ تفان وإخلاص.. جهودهم وأعمالهم أطواق نجاة لمرضاهم، يتسابقون بكلّ ما آتاهم الله من قدرة علمية وجهد إنساني وإخلاص، فلا مكان للرياء في قاموس حياتهم، أعينهم مرآة صادقة لأعماقهم، لا يجيدون التخفي ويفشلون في ارتداء الأقنعة.
أثبتوا أنهم خط الدفاع الأول عن الوطن بالوقوف في الصفوف الأمامية للتصدي لأي مرض أو وباء والحدّ من انتشاره، بالرغم مما يتعرضون له من خطر العدوى، متسلحين في ذلك بالروح الوطنية العالية، وبجهودهم أنجز القطاع الصحي بجميع مكوناته خلال الأعوام الماضية مرحلة جديدة من التعافي بالتوازي مع توفير الخدمات لجميع المواطنين..
القطاع الصحي في سورية وعلى خلاف المألوف لم يسلم من الحرب الإرهابية الظالمة التي استهدفت الكثير من منشآته.. وكذلك العقوبات أحادية الجانب الجائرة التي طالته بشكل أساسي، فالمنع يشمل توريد الدواء والأجهزة الطبية إلا أن هذا الأمر لم يؤثر على المنظومة الطبية التي مازالت تؤدي دورها في مختلف المناطق والمحافظات، وكلنا يتذكر الجهود التي قدمها القائمين على القطاع الصحي عند تحرير كلّ منطقة من الإرهاب لتقديم الخدمات الصحية المجانية.
إنهم العاملون الصحيون بجميع مسمياتهم.. فلا بد أن تشكل سلامتهم أولوية للجهات المعنية وضماناً لسلامة المرضى، من خلال تأمين المستلزمات الطبية والاحترازية وتقديم الدعم المناسب لهم، ودعم التعليم الطبي المستمر والتطوير المهني لهم من أهم الأولويات لبناء المستقبل وضمان تقديم رعاية صحية متميزة لأفراد المجتمع.
أروقة محلية -عادل عبد الله