كلمات مفتاحية في التربية الأسرية

الثورة – أيمن الحرفي:

يقول ” كروكروفت”: إن حياة الأطفال ليست من اليسر و السهولة حتى لو وفرنا كل المتطلبات اللازمة” منبهاً إلى ضرورة وجود التهذيب والتوجيه و الحد من نزوات النفس و نوازعها التي لا ترتوي من غير صقل وإرشاد لينشأ الطفل سوياً ناجحاً. فالطفل السوي هو الذي ينمو و قد تهيأت له الفرص المواتية للكشف عما حبته الطبيعة من قوى فطرية في وسط صالح يعترف بتنمية الذات ونموها ضمن جو ملائم يتفتح فيه الطفل وينمو و ينشأ سليماً، فالطفل الذي يعيش في أسرة عبيرها الكلمات الرقيقة لا بد أن تفوح منه تربية سليمة ممزوجة بالحب و الحنان و العاطفة. فالكلمات الداعمة من الأمهات و الآباء تشبه مفاتيح الإنارة، فكل كلمة دعم و تأييد و تشجيع في اللحظة المناسبة من حياة طفلك تضيء حياته وتفتح أبواب مجموعة من الإمكانيات لديه.
فأنت كأب أول معلم وأفضل مدرب لطفلك و هذه مسؤولية رهيبة ورائعة في نفس الوقت، فالأبوة والأمومة هي أصعب شيء يمكن لأحدنا أن يقوم به. فالأبناء لا ينضجون لوحدهم بل الأهل أيضاً و بقدر ما تراقب أطفالك لترى ما يفعلون في حياتهم اليومية، هم أيضاً يراقبونك ليروا ماذا تفعل في حياتك أنت أيضاً، تذكر أن تظهر لطفلك نوع الشخص الذي تود أن يكونه، فالطفل حساس وسريع التأثر، الأبوة و الأمومة وظيفة لمدى الحياة فأنت لا تستقيل و لا تتقاعد عندما يكبر أطفالك. فكما الياسمين ينثر عطره و عبقه في محيطه، كذلك الكلمات و المفردات المناسبة و المعبرة الصادرة عن حب و حنان و عطف تضع البيت والاهل بذلك دعائم الأسرة الناجحة و تعكس عمق نجاح هذا الأساس. ولغتنا العربية ثرية بالكلمات الرقيقة، مفردات يمكن استخدامها في حياتنا اليومية و جعلها كالماء و الغذاء، هي الترياق لجعل الحياة أروع و أجمل و أصدق.
إن درجة نضج الإنسان خاصة و الأسرة عامة تتجلى بانتشار عبق تلك المفردات والجمل المحببة إلى القلب، إن تربية مشاعر الامتنان و الشكر والحب في الأسرة ستنتشر نتائجه على المجتمع ككل فالطفل الذي اعتاد هذه الكلمات سينقلها إلى رفاقه في الحي والمدرسة بين أقرانه و أقاربه وستضفي على الحياة هالة حقيقية من التفاؤل والسعادة. إن الجو العائلي المشحون بالمنع والزجر و النهي و العقاب و الصراخ لا ينتج إلا طفلاً معقداً مفككاً.
فالطفل عند تدخله بحديث الأهل ليدلي برأيه ويبرهن عن شيء و يثنيه الأب أو الأم عن طريق الإسكات أو الغضب حتماً لن تكون النهايات لصالحهم. علينا أن نحاورهم و نتفهم تفكيرهم ونسمع وجهة نظرهم فالطفل الذي يحظى بالأمان و التقدير في أسرته و مدرسته يميل لإظهار السلوك الإيجابي أمام الآخرين و الذي يشعر بأن الجميع لا يقدرونه سيتعمد العكس. و أفضل ما يملكه الإنسان هو التربية الحسنة التي تجعل من الفرد أداة سعادة لنفسه و لغيره. فالفقير ليس بالضرورة من لا يملك المال، فهناك فقراء تربية و عقل و أخلاق، و من أدب ولده صغيراً سر به كبيراً. فانشغالك عن ابنك في صغره سيجعله يتجه إلى من يستمع إليه خارج حدود الأسرة وغالباً ما يكونون وبالاً عليه. هناك آباء لا يعرفون من قاموس الكلمات غير (لا.. يجب.. نفذ.. ممنوع.. إياك.. لا تفعل.. وو) و للأسف افتقدوا لكلمات بسيطة من قاموسهم مثل (ممكن.. مسموح.. لم لا.. ما المانع.. عندي ثقة فيك.. وغيرها).
يؤكد تولستوي بأن الإكراه في التربية واستخدام العنف يكون نتيجة التسرع و عدم الاحترام الكافي للطبيعة الإنسانية، أليست فكرته صحيحة و عادلة بأننا نتسرع باللجوء إلى العقاب لأننا لا نريد تضييع الوقت في البحث عن وسائل أخرى أجدى و أنفع، ما أحلى الحديث مع الطفل قبل النوم لما له من أثر جميل، كالسؤال عن أحداث يومه و الثناء عليه وعلى صفاته و إظهار المحبة و ما المانع من قصة قبل النوم تحمل بعضاً من القيم بقالب من الخيال مع قبلة لهم قبل النوم. و ها هو الغزالي يرى أن الطفل أمانة والديه و قلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية من كل نقش و صورة وهو قابل كل نقش و مائل إلى كل ما يقال، فإن عود الخير و عمله نشأ عليه و سعد في الدنيا و الآخرة و شاركه في ثوابه كل معلم و مؤدب و إن عود الشر و أهمل شقي و هلك.
وأخيراً نقول: قد لا تكون قادراً على إعداد المستقبل لأطفالك، و لكن يمكنك على الأقل إعداد أطفالك للمستقبل.

آخر الأخبار
"وهذه هويتي".. "حسين الهرموش" أيقونة الانشقاق العسكري وبداية الكفاح    إصدار التعليمات التنفيذية لقرار تأجيل الامتحانات العامة   لبنان يعلن عن خطة جديدة لإعادة النازحين السوريين على مراحل لاستكشاف فرص التعاون والاستثمار.. الحبتور يزور سوريا على رأس وفد رفيع قريبا  2050 حصة من الأضاحي لأهالي ريف دمشق الغربي "أطباء درعا" تقدم الأضاحي عن أرواح شهداء الثورة   التربية تشدد على التنسيق والتأمين الكامل لنجاح امتحانات2025 ضخ المياه إلى شارع بغداد بعد إصلاح الأعطال الطارئة أعطال كهربائية في الشيخ بدر.. وورش الطوارئ تباشر بالإصلاحات الجولات الرقابية في ريف دمشق مستمرة لا قضيّة ضد مجهول.. وعيونهم لا تنام الأدفنتست" تعلن بدء مشروع "تعزيز سبل العيش" في درعا "تاريخ كفر بطنا ".. خربوطلي : من أقبية الفروع الأمنية بدأت رحلتي  نيويورك تايمز: المقاتلون الأجانب بين تقدير الثورة ومخاوف الغرب سوريا تستعد للعودة إلى نظام "سويفت" بعد عزلتها المالية مفوضية اللاجئين تُعلن وقف دعم اللاجئين السوريين في لبنان الخير يعم بصفاء النفوس أجواء العيد.. إشراقة فرح تتحدى الظروف الوزيرة قبوات عن حادثة حماة: حماية الطفل مسؤولية وواجب وطني العيد قيمة روحية وإنسانية