الثورة-درعا-عبدالله صبح:
حوران سهل الخير؛ و الاسم لم يأت من فراغ، ففقيرها مستوراً من خلال ما يجنيه من عرق جبينه؛ زيتونه وزيته من كرم بيته وخبزه من قمح بيدره، و المثل قالها من يتواجد في مؤونته الخبز والزيت عاش مستوراً.
و الأكرم ممّا تم ذكره شهر رمضان؛ و شهر رمضان في حوران له عاداته وطقوسه التي لا تندثر من حيث التحضيرات لاستقباله، وأجوائه الدينية المميزة والسهرات التي تجمع الأهل والأحبة، عدا أن رمضان شهر الطاعة والخير والبركة، فإن للشهر الكريم في حوران عادات وطقوس وأجواء وأهم هذه العادات والتقاليد المحببة الدخول على أولى أيامه بالبياض على موائد الإفطار، أي كل الأكلات التي تميل إلى اللون الأبيض مثل “الشيشبرك” والتي تشتهر بحوران باسم “آذان الشايب” وغيرها مثل الشاكرية، وطبيخ مليحي، والهفيت.
و أكلة “الهفيت” أكلة يتقنها البدو من أبناء الجولان، و يشتهر بها حصريا عرب بني خالد في سورية الذين يسكنون المناطق المحاذية للاردن، وخاصة قرية خراب الشحم التي تتكئ على كتف وادي الزيدي الذي يعبرها قادما من درعا المدينة متوجها إلى وادي اليرموك؛ ومكوناتها خبز شراك “مشروح” طبقات متراكمة مغطسة بالمليحي يضاف فوقها طبقة رقيقة من الرز، إضافة إلى لحمة الضأن بالعظم ثم يسكب على وجهها السمن العربي الساخن؛ واليوم الأغلبية أصبح يستعيض عن لحم الضأن بالدجاج، الذي أصبح هذا الآخر خارج اهتمامات الاسرة لغلاء سعره هو الاخر.
كما تعتبر أكلة “الشيشبرك” في حوران من الاكلات المحببة لدى الجميع و المشهورة اقليميا و عالميا، لكونها أكلة يرغبها الجميع الصغار والكبار ومكوناتها السائل الذي يصنع من اللبن الرائب مع خلطه بالماء أو من خلال إذابة قطع الجميد “الهقط”، عن طريق مرسه بالماء حتى يصبح سائلا من أجل وضع قطع الشيشبرك التي تُعد من خلال قطع العجين المحشوة باللحمة الناعمة، حيث تُصنّع على شكل آذان “كما في الصور المرفقة” – و من هنا أتت التسمية التي يعرف بها في المنطقة الجنوبية “آذان الشايب”، ثم تطهى على نار هادئة لفترة لا تتجاوز النصف ساعة كون الحشوة يتم طهيها مسبقاً.