قد يذهب البعض من عنوان زاويتنا لهذا الأسبوع إلى الصحون اللاقطة أو إلى القنوات الفضائية ولا سيما أننا في شهر رمضان أمام ظاهرة تكرست وترسخت، وهي سباق المسلسلات ومسابقات الحظ التي يصر القائمون عليها العزف على وتر الحاجة والعوز عبر رسائل إلكترونية تحرض وتحض صاحب رقم(موبايل ما)على الاشتراك، لعل وعسى تكون الملايين من نصيبه وتخاطبه بلغة الاهتمام والخصوصية(لك خصيصاً صاحب الرقم) وللحظات يشعر أنه محظوظ بانتقائه من بين الكثيرين الذين تصلهم نفس الرسالة بكبسة زر(إرسال إلى الكل).
حديثنا اليوم عن أطباق طائرة، تحلق عالياً بأسعارها لها نكهة مختلفة وطعم مميز، تعد لشهر رمضان ويصر مقدمها(الشيف)أن مكونات طبخته موجودة في مطابخنا وهي في متناول يد ست البيت، يتحدث عن مقادير بالكيلو للحوم حمراء وبيضاء ومكسرات وغيرها وكأنه في أيام الخوالي ونسي أننا في زمن حصار اقتصادي جائر ظالم، فرض على المواطن شراء حاجاته الغذائية اليومية(بالحبة والكمشة)وليست هنا الغصة أو القصة إنما تكمن في استعراض فيسبوكي لأطباق وأصناف متعددة ومتنوعة لمائدة الفطور والسحور أدمن هذه العادة بعض رواد هذا الموقع في شهر رمضان وغيره متجاهلين الحكمة الرمضانية، التي تقتضي الإحساس بالآخر ومد يد العون، لا مد الموائد والعزائم على صفحات فيسبوكية يجب أن تفيض في هذا الشهر بأطباق روحية تغذي نفوسنا وتزيد أواصر المحبة والألفة الحقيقية لا الافتراضية.
عين المجتمع- رويدة سليمان