الكلمة الطيبة صدقة وأي صدقة في هذا الزمن أنبل من أن تكون قادراً على زرع الأمل والنور في قلوب الناس وتمضي معهم إلى آفاق ربما تكون بنضرتها ليست إلا على بعد خطوات من اليوم أو الغد بعد طول انتظار وصبر ومصابرة؟
هل جربت أن تفعل ذلك …يروى أن ملكاً رأى حلماً أقض مضجعه طلب المفسرين وروى لهم أنه رأى أن جميع أسنانه قد سقطت من فمه …اندفع أحدهم وقال : سوف يموت جميع أقربائك.
.كان التفسير صادماً ترك الحزن في قلب الملك فأمر بمعاقبة المفسر واستدعاء آخر الذي لم يخرج عن التفسير السابق لكنه قال للملك : أبشر يا مولاي فأنت أكثر أقربائك وأطولهم عمراً …
سر الملك بما سمع..السؤال الذي يطرح نفسه : هل تغير المعنى ؟
بالتأكيد : لا …لكنها لغة الخطاب والقدرة على زراعة الأمل في النفوس واليوم نحن نحتاجها ولاسيما من المسؤولين الذين يظن بعضهم أنهم عباقرة لن يجود الزمان بمثلهم …تسمع كل يوم تصريحاً ينسب إلى هذا أو ذاك يثير ألف سؤال ويدفعك إلى أتون أسئلة محرجة : لماذا يعبر البعض عن غبائه في عدم ارتقائه إلى شرف المكان الذي هو فيه …بل من الذي اختاره وكيف …ولماذا كتب علينا أن نبقى في دائرة الاختبارات المحبطة …؟.
لماذا لا تتم محاسبة اي جهة ترشح أي مسؤول تثبت الأيام أنه ليس كفؤاً ..؟
أسئلة كثيرة يجب أن تطرح في حال كحالنا لسنا بحاجة إلى من يمسك عود ثقاب الكلام ويضرم نار الإحباط في هشيم نموت ألف مرة حتى نجد فيه براعم الاخضرار لكن غباء البعض …
ما أروع المتنبي حين قال :
لا خيل عندك تهديها ولا مال
فليسعد النطق إن لم تسعد الحال ..
إنها سورية التي قاومت وانتصرت فلماذا يصر البعض على أن يبقوا مشدودين إلى الصغر..؟
إنها زراعة اليأس لكنها عابرة عابرة ونحن البقاء.
معا على الطريق- ديب علي حسن
.