جرائم ميليشيا (قسد) المتصاعدة، والتي تتجلى بأبشع صورها من خلال الحصار الخانق الذي تفرضه على أهالي الحسكة، بالتزامن مع استمرار إقفالها مخبز البعث في مدينة القامشلي، تقدم توضيحاً أكثر حول ماهية وتركيبة وأهداف هذه الميليشيا العميلة، وتفسر أسباب مواصلة إدارة بايدن تقديم الدعم لها، وعدم الاستغناء عن خدماتها في الوقت الراهن، في ظل تنفيذها مهمة أميركية بغاية القذارة في سياق ما يسمى قانون (قيصر).
سياسة تصعيد الإرهاب التي تنتهجها هذه الميليشيا، هي بكل تأكيد رسالة أميركية واضحة تحمل في طياتها مضامين قوية تؤكد على نية الإدارة الأميركية مواصلة دعم الإرهاب في سورية، والعمل على تكريس وجود هذه الميليشيا كواجهة لمشروع تقسيمي تريد من ورائه واشنطن تثبيت احتلالها لأجزاء من الأرض السورية في إطار إستراتيجيتها التوسعية في المنطقة، إذ أثبتت مجريات الحرب الإرهابية على سورية ومراحلها السابقة، أن بروز ميليشيا (قسد)، ارتبط بشكل أساسي مع ظهور تنظيم (داعش) الإرهابي، وكلاهما صنيعة أميركية وصهيونية يؤديان دورهما الوظيفي في سياق هذه الحرب، وهذه الميليشيا العميلة اتخذتها الولايات المتحدة كبديل عن (داعش) بعدما فشل هذا التنظيم بتحقيق الأجندات الأميركية المرسومة وفق المشروع التخريبي والتقسيمي المعد لسورية.
حصار الأهالي وحرمانهم من لقمة العيش، إلى جانب الاستيلاء بقوة السلاح على منازلهم وعلى المباني والمؤسسات الحكومية، باتت سياسة ممنهجة تنفذها تلك الميليشيا لإفراغ المناطق التي تحتلها من سكانها الأصليين، بهدف إحداث تغيير ديموغرافي وجيوسياسي يفرض واقعاً تقسيمياً من جهة، ولإعطاء مساحة أمان أوسع لقوات الاحتلال الأميركي الموجودة في تلك المناطق من جهة ثانية، ولاسيما أن تلك القوات المحتلة باتت تتحسب أكثر من ذي قبل لاتساع عمليات المقاومة الشعبية ضد وجودها اللاشرعي، و(قسد) تنفذ كل تلك الجرائم على أمل أن يساعدها المحتل الأميركي بتحقيق نزعتها الانفصالية، ولا تريد الاعتراف بحقيقة أن هذا المحتل سيرميها إلى قارعة الطريق فور انتهاء صلاحيتها، فواشنطن معروفة بالتخلي عن أدواتها وعملائها عندما تقتضي مصلحتها ذلك.
البقعة الساخنة – ناصر منذر