مع تعاقب اتحادات كرة القدم، كان التركيز على محطات لها الأثر والتأثير في بناء اللعبة وتطويرها والحفاظ على مسيرتها،إن كان ذلك نشاطاً محلياً أم على صعيد المنتخبات والمشاركات الخارجية، وكان خبراء اللعبة ممن تولوا قيادتها حريصين على التشدد في لوائح المسابقات والانضباط، فهذا الأخير يكفل سيرورة اللعبة، يؤمن العدالة لكل الأطراف، فحين يخطئ جمهور أو مدرب أو لاعب يجب أن ينال العقاب المناسب، ولا تترك الأمور على عواهنها، وحين تكون لوائح الانضباط وافية وملبية ومناسبة لكل حدث أو خطأ حينها يكون الضبط في أعلى مستوياته، وحينها تضمن اللوائح للجميع حقوقهم وتضع الحكم في وضع منصف له ولجهده وكذلك الحال لجميع كوادر اللعبة..
مع الاجتهادات المتتالية صرنا نرى تهاوناً وتراخياً في بنود اللوائح الانضباطية، أمام حالات الشغب والفوضى، حتى بتنا نرى الجمهور الذي يسيء ويعاقب يعود للقيام بدوره، إذا دفعت إدارة النادي المعنية المال!! أي صرنا نشتري الشغب والشتائم ونصرفها بالغرامات، وحتى موضوع الانسحابات من المباريات كانت اللائحة تنص على شطب نقاط النادي وتحرير كشوف لاعبيه، وبالتالي يهبط إلى الدرجة الأدنى، أما الآن فيخسر المباراة فقط، ويعاقب من تسبب في الانسحاب، إضافة إلى غرامة مالية، وبالتالي هذا يشجع على الغلو في الاعتراضات والتمادي في تقبل الآخر والسخط من قرارات الحكام، كما كان الحكام حين يخطئون يعاقبون وخاصة إذا كانت أخطاؤهم مؤثرة على نتائج المباريات!! وفي هذه الأيام يسرحون ويمرحون وتتم مسامحتهم كرمى لعيون البعض..!!؟
إن من تولى المسؤولية في قيادة الاتحاد الكروي هم من أضعفوا مسيرة النشاطات وجعلوها عرضة للاختراقات، والآن نشهد في دورينا الممتاز وغير الممتاز فوضى وشغباً وشتائم وعدم احترام للعبة وأخلاقياتها، وأمام هذا التدهور غير المسبوق نجد أنه من الضروري بمكان أن توضع النقاط على الحروف، وأن يعاد النظر في كل ماله علاقة باللعبة ولوائح الانضباط والمسابقات والملاعب وأدوات مساعدة للحكام، وهذا كله يقع على عاتق الاتحاد الجديد الذي نريد مع توليه المسؤولية الانطلاق إلى آفاق جديدة للعبة، تضمن لها المناخات المناسبة المساعدة على التطوير وبناء المنتخبات.
مابين السطور- عبير يوسف علي