الثــورة:
يدين كل مستخدم لتكنولوجيا الاتصالات بالفضل لألكسندر جراهام بيل، الأسكتلندي مخترع التليفون.
جراهام بيل منذ طفولته، عرف بشغفه تجاه الابتكارات والاختراع، ومثابرته في تحقيق أهدافه بغض النظر عن تكرار الفشل، واضعا أمامه تحقيق النجاح هدفا لا يحيد عنه.
ولد ألكساندر جراهام بيل في العاصمة الأسكتلندية أدنبره، وهو الطفل الأوسط لوالديه أليكساندر ميلفيل و اليزا سيموندس بيل.
بدأ جراهام بالكشف عن حبه للاختراع والابتكار في سن مبكرة، وأحد أوائل مبتكارته العلمية، كانت وسيلة لفصل القمح عن قشرته.
وتشبع بيل بحب العلم من والده الذي كان يعمل بروفيسور معلم للخطابة، من هذا العلم الذي كان يدرسه والده، تعلق بالتعرف أكثر على علوم الأصوات.
وبتشجيع من والده بدأ بيل في العمل على مشروع لجهاز متحدث بمساعدة وشقيقه الأكبر.
ومن الحقائق التي يجهلها الغالبية العظمى عن حياة ألكسندر بيل، أنه وهو في عمر الـ 11، قرر أن يختار لنفسه اسمه الأوسط، ليصبح رسميا ألكساندر جراهام بيل.
ذلك لأنه كان يرغب في كسر نمطية مسمى الكساندر، بعد أن كان ثالث شخص في أسرته يحمل هذا الاسم بعد والده وجده.
واقتبس ألكساندر اسم جراهام، من اسم أحد تلامذة والده، كان يدعى ألكساندر جراهام، ومنح نفسه هذا الاسم ليكون اسمه الأوسط.
وفي نفس الوقت كان اسم التدليل الذي عرف به بين أفراد اسرته هو “أليك”.
و لم تقتصر موهبة الكساندر جراهام بيل فقط على الاختراع والابتكار، فمن الحقائق المثيرة أيضا حول شخصيته أنه كان يمتلك موهبة التدريس التي على ما يبدوا حصل عليها من شخصية والده الأستاذ بعلوم الخطابة.
وظهرت بوادر موهبة التدريس في شخصية جراهام بيل من سن الـ 16، حين أدى مهمة المرشد لزملاء مدرسته، وقام بتنمية هذه الموهبة عبر استعانته بمجموعة ارشادات من والده لتحسين تقنيات الخطابة لديه.
كما مارس بيل موهبته في الارشاد والتعليم على التلاميذ من الصم، ونجح في ارشادهم وتعليمهم وسائل مبتكرة في التواصل.
وذلك أهل بيل ليتقلد مهمة المعلم في واحدة من مدارس الأطفال الصم في مدينة بوسطن اللأمريكية، وعدد من مراكز تعليم الصم البارزة.
وحصل بيل على مرتبة استاذ من جامعة بوسطن في تخصص الخطابة على خطى والده، وتزوج من واحدة من تلامذته وهي مابل هوبارد.
والد زوجته “جاردينر جريين هوبارد اصبح لاحقا من أبرز الداعمين والممولين لمشروعات جراهام بيل واختراعاته.
من الحقائق المثيرة عن حياة جراهام بيل أيضا، أنه قام بتسجيل براءة اختراعه للهاتف، في يوم 14 شباط عام 1876، وفي اليوم نفسه كان هناك منافس أخر عمل على نفس الاختراع، هي المخترعة “إليشا جراي”، التي حاولت أن تقوم بتسجيل نسختها الخاصة من اختراع الهاتف في نفس يوم تسجيل جراهام بيل لنسخته الخاصة من الاختراع.
وكان جراهام بيل مدركا لاحتدام المنافسة بينه وبين السيدة إليشا جراي، وفي خطاباته لأسرته كان دائما يخبرهم بحرصه على الإسراع في اتمام اختراعه قبل منافسته.
ورجح كفة جراهام بيل أنه نجح في توثيق اختراعه قبل ساعات فقط من سعي المحامي الممثل لـ إليشا جراي من القيام بالأمر نفسه في يوم 14 شباط 1876.
في مرحلة ما بعد اختراع الهاتف، لم يتخلى جراهام بيل عن شغفه بالاختراع، وفي عام 1881، ألهمه وفاة طفله الرضيع بسبب ضيق التنفس، لأن يخترع سترة مزودة بمضخات تساعد على تحسين عملية التنفس لمن يعانون من الأمر نفسه الذي أدى لوفاة طفله.
ويعود الفضل لهذه الفكرة، التي ألهمت فيما بعد المخترعين لتصميم جهاز الرئة الحديدي المستخدم لمساعدة مرضى شلل الأطفال في عام 1950.
في السنوات الأخيرة من حياته، لاحظ المقربين من جراهام بيل زيادة شغفه بالطيران والأجسام المتحركة، وكانت له عدة محاولات ناجحة في صناعة طائرات بدائية في عام 1909 بمساعدة خبراء بهذا المجال في ذلك الوقت، حيث قام بتأسيس مؤسسة اختبارية لتصنيع المركبات الطائرة باسم Aerial Experiment Association.