ترسم سورية اليوم بكل تمكن واقتدار خرائط المستقبل وتحدد ملامح القادم من الأيام بصوابية رشيدة وبرؤى سديدة تصوغ من خلالها القيادة السورية أبجدية الانتصارات سياسياً وميدانياً.
فرهانات الأعداء على منع ترتيب ما بعثرته الحرب الإرهابية لم تعد تجدي نفعاً، وشحذ همم السوريين لردم مخلفات أشرس حرب استهدفت وجودهم وانتماءهم باتت العناوين الأساسية للمرحلة، لذلك تأتي مراسيم العفو الرئاسية في توقيت انتصارات سورية لتبديد محاولات الأعداء للإتجار بالقضايا الوطنية وتوظيف الدواعي الإنسانية كأوراق مساومة سياسية.
من التسويات إلى المصالحات إلى عقد مؤتمرات عودة اللاجئين إلى مراسيم العفو الكثيرة، مدت الدولة جسور التلاقي على ضفاف الانتماء للوطن لرأب أي تصدعات في البنية الوطنية الجامعة وتوثيق روابط التآخي، وإقفال بوابات الاتجار الوضيع بمفرزات الحرب الإرهابية.
ففي روزنامة الإنجاز تأتي مراسيم العفو على توقيت انتصارات دمشق وخسارة محور التآمر العدواني لتحمل في مضامينها ومدلولاتها رسائل قوة، فمكرمات الصفح والتسامح النبيلة التي جاد بها السيد الرئيس بشار الأسد ليعود أبناء الوطن الذين غُرر بهم وضُللوا إلى جادة الصواب الوطني والإسهام بإعمار ما خربته آلة الحرب الإرهابية، أبعد من رسالة وأكثر من إنجاز وأقوى من برهان على الانتصار والتعافي.
رسائل جمة عميقة بمدلولاتها يحملها مرسوم العفو رقم 7 عن الجرائم الإرهابية، ومعاني تسامح وطني خلاق يجسدها مشهد العفو النبيل، وفي هذا أقوى رسالة تصل إلى مسامع كل من به صمم عدائي، وملخصه أن مستقبل السوريين لا موضع فيه لإملاء خارجي، ولا مكان فيه لتدخلات مغرضة تستهدف وحدة السوريين وتلاحمهم مع دولتهم وجيشهم الباسل.
إذاً هي رسالة واضحة وبالغة الحزم لكل أعداء الشعب السوري بأن دوران عجلة التعافي لن توقفها عصي التعطيل، وأن تصميم السوريين على اجتياز مفخخات التجزئة والتمزيق لن تنال منه المخططات الفتنوية الهدامة.