يكتسب المرسوم رقم 7 الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد أهمية كبيرة جداً، لما حمله من أبعاد ودلالات سياسية ووطنية من شأنها أن تساهم بشكل كبير في إعادة ترتيب المشهد السوري بما يخدم المصلحة الوطنية العليا.
في العمق، تتجلى أهمية المرسوم بأنه يجسد حقيقتين ثابتتين ومتلازمتين على الدوام، الحقيقة الأولى تتجسد في باقة القيم الأخلاقية والوطنية السامية التي يتحلى بها السيد الرئيس بشار الأسد والتي كانت ولا تزال وستبقى الحامل والقاعدة الصلبة لكل قراراته وخياراته الوطنية، أما الحقيقة الثانية فهي التي تعكس منطق الدولة السورية حيال التعاطي مع مواطنيها لجهة الحرص الدائم على حماية حقوقهم الدستورية، وممارسة أدوارهم الطبيعية في عملية التنمية والبناء والدفاع عن الأرض والهوية والوحدة الوطنية، وهذا ينطبق على الجميع، بما فيهم أولئك الذين ضلوا الطريق وأخطأوا بحق الوطن وحق أخوتهم في الحياة والأرض والمستقبل، وهذا من خلال إعطائهم الفرصة مجدداً للمراجعة والتوبة وتغيير مسار حياتهم وتوجيه بوصلتهم في العمل والبناء والعطاء نحو الخيارات والثوابت الوطنية التي دافع عنها شعبنا العظيم خلال سنوات الحرب الماضية وقدم وضحى في سبيلها بكل نفيس وغال.
الجانب الأهم في ذلك أيضاً، هو أن المرسوم بشموليته ومضامينه الوطنية والسياسية، يشكل وجهاً آخر لانتصارات الدولة السورية على منظومة الإرهاب بكل أطرافها وأدواتها، لاسيما وأن تلك المنظومة لا تزال تستشرس بكل السبل والوسائل لضرب كل أركان ومقومات الوحدة الوطنية لشعبنا العظيم.
مرسوم العفو الجديد هو امتداد لاستراتيجية الدولة السورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد في مقاربة واستشراف المشهد السوري والإقليمي والدولي بكل تحولاته وتطوراته، وهذه الاستراتيجية بدأ تنفيذها منذ بدء الحرب الإرهابية، وبما يؤدي إلى الانتصار الكبير على الإرهاب والعبور بسورية إلى بر الأمان.