في ظل كل الضجيج والتضليل الذي تمارسه الولايات المتحدة الأميركية وأتباعها في الغرب حول العديد من الأحداث، وخاصة على الساحات السورية والأوكرانية والإيرانية، تتجه دمشق وفق بوصلتها التي لا تخطئ في مقاومة المحتل ومحاربة الإرهاب، صوب طهران التي تعتمد نفس البوصلة وتقف دائماً لنصرة القضايا المحقة لشعوب المنطقة وفي مقدمتها الشعب العربي في فلسطين.
فعندما يلتقي السيد الرئيس بشار الأسد القادة الإيرانيين وعلى رأسهم آية الله السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية في إيران، والرئيس الايراني إبراهيم رئيسي، فهنا تبدأ مرحلة جديدة على صعيد العلاقات الإستراتيجية المميزة بين البلدين، وعلى صعيد كل القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها محاربة الإرهاب الداعشي والاحتلال الصهيوني للأراضي العربية، بالاضافة للتدخل الأميركي السافر في شؤون الدول، وخاصة سورية التي يوجد جزء من أراضيها تحت الاحتلالين الأميركي والتركي وأدواتهما الإرهابية والانفصالية.
المرحلة الجديدة ستشهد المزيد من الانتصارات السورية على صعيد محاربة الإرهاب وتحرير الأراضي السورية من كل أشكال الاحتلال، وصولاً الى إعادة الإعمار والبناء وعودة المهجرين، توازياً مع تحقيق إيران لإنجازات كبيرة على الساحتين الإقليمية والدولية، وخاصة في ملف برنامجها النووي السلمي.
بالمقابل يتزايد الضعف والوهن الأميركي يوماً بعد يوم، بعد أن استنزفت الإدارات الأميركية المتعاقبة قوة بلادها السياسية والعسكرية والاقتصادية في حروب إرهابية تدميرية لا ناقة للشعب الأميركي فيها ولا جمل، وتدخلها الحالي في الحرب الأوكرانية سيكون المسمار الأخير في نعش الهيمنة الأميركية.
كما يشكل ملف العقوبات والحصار الجائر الخارج عن القانون الدولي الذي تعاني منه سورية وإيران، من الملفات المهمة التي تحتاج مزيداً من البحث والتنسيق والتعاون للتغلب على آثاره الإنسانية الكارثية على الشعبين السوري والإيراني، وتعد زيارة العمل التي قام بها الرئيس الأسد جزءاً لا يتجزأ من آليات مواجهة هذه الإجراءات الأحادية، كما أنها لا تنفصل عن المشاورات المستمرة بين البلدين، لمنع واشنطن من إعادة تعويم ونشر التنظيمات الإرهابية بكل مسمياتها في أي مكان من العالم.