كثيرة هي الوعود التي تطلقها العديد من الجهات المعنية حول إيجاد حلول لمشكلة المواصلات وأزمة النقل التي لم تقف عند حد معين ، بل باتت تزداد تعقيداً وصعوبة ، حيث هي معاناة مستمرة يومية للكثيرين جداً وعلى فترات اليوم، وفي مختلف المحافظات والأحياء ولاسيما في الأرياف والقرى البعيدة عن مراكز المدن.
فالمشكلة التي طالما تطرح في الاجتماعات وتأخذ حيزاً كبيراً في طرح الآراء والمداخلات، ومناقشة الأسباب المختلفة المسببة لها لم تصل بعد لحلول مناسبة لحلها أو التخفيف منها، أو لحظ تحسن بشأنها ولو بأبسط حالات التحسن التي يمكن أن تعكس ارتياحاً وقبولاً لدى من يعانون من سلبيات ومشقة هذه المشكلة المتشعبة الأسباب والنتائج.
وإذ تتضح المعاناة أكثر مع خروج كثير من وسائل النقل عن الخدمة بحجج ومبررات متعددة ولاسيما مايتعلق بمشكلة نقص المحروقات، وعدم تأمين المخصصات المطلوبة منها للسائقين على مختلف الخطوط وخاصة خطوط النقل الطويلة، حيث يزيد ذلك من الازدحام وصعوبة الوصول للأماكن المقصودة سواء في الذهاب أو الإياب، وبالتالي تحمل أعباء مادية إضافية نتيجة لاستغلال وسائل نقل معينة لحاجة المواطن الماسة للوصول لمقصده، وفرض أجور مرتفعة وتفوق كل تصور.
وفي تحليل وتوصيف واقع يومي لأزمة واضحة للعيان تحتاج لمزيد من العمل للتخفيف منها، فهناك وعود بإدخال باصات نقل داخلي لخطوط عدة ولمناطق تشهد كثافات سكانية كبيرة وازدحاماً كبيراً، ومن شأن ذلك أن يساهم في التخفيف من المعاناة ولو قليلاً، إضافة لأهمية مراقبة وسائل النقل ومنها السرافيس، حيث سائقون كثر مازالوا يبيعون مخصصات وسائلهم من المحروقات لتخرج عن الخدمة مبكراً وقبل إتمام عدد الرحلات المخصصة لها.
ومع لحظ أن هناك جهوداً تبذل هنا وهناك من قبل جهات معنية بالأزمة في مراكز انطلاق مختلفة، أحدثت بعض التحسن البسيط في تخفيف الازدحام، وخاصة أوقات الذروة، بتأمين باصات نقل جماعي، ومراقبة السرافيس وإلزام السائقين التقيد بالعمل وإتمام رحلاتهم وفق مخصصات يومية لذلك، والالتزام بخطوط النقل المحددة لها، ومنها الخطوط الطويلة.
فتشديد الرقابة يبدو ضرورياً جداً لمتابعة واقع المشكلة، وضبط المخالفات، حتى مع طرح بدائل حلول معينة من شأنها التخفيف من المشكلة قدر الإمكان ووفق حدود المستطاع.