الثورة – ترجمة – غادة سلامة:
تعهد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بأن الولايات المتحدة “ستحرك السماء والأرض” لمساعدة اللاجئين الأوكرانيين، لكن الوعد بتحريك الجنة والأرض لا يمتد على ما يبدو إلى الجبهة الإنسانية في أوكرانيا، حيث دعمت فقط الحكومة الأوكرانية والمليشيات النازية التابعة لها.
إدارة بايدن لم تحرك ساكناً لدعم اللاجئين الأوكرانيين، في الواقع، أقامت العديد من الحواجز، على ما يبدو لمنع الأوكرانيين من طلب اللجوء في الولايات المتحدة.
وطالب برنامج الاتحاد من أجل أوكرانيا الإدارة الأمريكية بالوفاء بوعودها بقبول ما يصل إلى 100 ألف أوكراني وهو الطلب الذي قوبل بالرفض، حيث يقوم البرنامج المزعوم بذلك من الناحية الشكلية فقط، لأنه يضيف عقبات لا داعي لها لعملية الهجرة البطيئة إلى الولايات المتحدة، فقط جزء بسيط من ملايين الأوكرانيين الذين تركوا أوكرانيا بسبب الحرب التي أججتها أمريكا وأوروبا، وأولئك المؤهلون سوف ينتظرون طويلاً قبل أن يتمكنوا من دخول الولايات المتحدة.
مبادرة الاتحاد من أجل أوكرانيا، التي أنشأتها دائرة خدمات المواطنين والهجرة بالولايات المتحدة (USCIS) تحت إشراف وزارة الأمن الداخلي (DHS)، تقدم للأوكرانيين المؤهلين عامين من “الإفراج المشروط” وهذا يجعل الأوكرانيين الذين يعيشون خارج أوكرانيا غير مؤهلين.
كان هناك أكثر من 1.5 مليون أوكراني يعيشون ويدرسون بشكل مؤقت في بولندا في عام 2021 الطلاب الأوكرانيون في وارسو أو عمال التحميل والتفريغ المتعاقدون في غدانسك، على سبيل المثال، غالبًا ما يفتقرون إلى خيارات السكن طويل الأجل وقد لا يكون لديهم مكان يذهبون إليه، لكن بالنسبة لمكتب خدمات المواطنة والهجرة في الولايات المتحدة، فإن هؤلاء الأشخاص لم يعانوا بما يكفي ليكونوا مؤهلين للإفراج المشروط.
كما ينص الاتحاد من أجل أوكرانيا والذي اخترعته الولايات المتحدة ووعدت به الأوكرانيين على أن أي شخص أوكراني يريد اللجوء إليها يجب أن يتم تسميته أولاً من قبل شخص أو منظمة ترعاها هي، ويجب على هذا الراعي إكمال الطلب، بما في ذلك إثبات الدعم المالي، والذي يجب بعد ذلك التحقق منه من قبل موظفي USCIS.
هذا عائق لا داعي له أبداً إنه يضيق الخناق على مجموعة المتقدمين للجوء ويبطئ العملية. فقط الأوكرانيون الذين هم على اتصال بالأمريكيين الذين لديهم موارد مالية مطلوبة لديهم فرصة لمتابعة طلباتهم. فقط نسبة ضئيلة من هؤلاء سيكون لديهم الاتصالات اللازمة لجعل “الاتحاد من أجل أوكرانيا” خيارًا قابلاً للتطبيق.
ففي تحول خبيث، جعلت إدارة بايدن “الاتحاد من أجل أوكرانيا” الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها الآن للأوكرانيين دخول الولايات المتحدة بشكل قانوني، دخل ما يقرب من 10000 أوكراني الولايات المتحدة عبر المكسيك وسمح لهم بالبقاء بشروط تعجيزية.
الآن، سيتم منع الأوكرانيين الذين يقدمون أنفسهم في موانئ الدخول الأمريكية من الدخول ويشيرون إلى ما يسمى “الاتحاد من أجل أوكرانيا” أعطى وعوداً كاذبة وهو الشماعة التي تسعى الولايات المتحدة من خلاله إلى منع دخول الأوكرانيين إلى أراضيها.
علاوة على ذلك، نظرًا لعدم قبولهم من خلال نظام اللجوء الأمريكي التقليدي، فلن يتم منح اللاجئين المقبولين من خلال USCIS طريقًا للحصول على البطاقة الخضراء أو الجنسية.
بدلاً من ذلك، في نهاية فترة الإفراج المشروط التي ستستمر عامين، سيتعين على الأوكرانيين المعترف بهم مغادرة الولايات المتحدة أو أن يصبحوا بلا وثائق، وبالتالي، فإن كل العمل الذي قاموا به لبناء حياة جديدة بعد الحرب والنزوح سينتهي وسيصبحون مرة أخرى في مأزق قانوني.
وهو الأمر ذاته الذي ينسحب على الأفغان الذين تم إجلاؤهم من كابول، عندما جاؤوا إلى الولايات المتحدة بموجب عملية USCIS المعجلة، وهم أيضاً سيواجهون العائق القانوني في نهاية الإفراج المشروط، لان إدارة بايدن فشلت في التعلم من كارثة أفغانستان التي كانت سبباً رئيسياً فيها، وكذلك الأمر في أوكرانيا.
بقلم: أندرو دانييري
المصدر: The Hill