مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية للإدارة المحلية.. ومحاولة البعض إظهار حرصهم على تمثيل المواطن في الوحدات الإدارية بعيداً عن المصالح الشخصية.. لا بد من محاولة فهم بعض التصرفات التي تعبر عن قيام بعض أعضاء تلك المجالس المحلية بالتخلي عن واجبهم تجاه الناخب الذي منحهم الثقة لتمثيله.
كما هو معروف فإن اجتماعات مجالس المحافظات دورية حيث تنعقد كل شهرين مرة واحدة “دورة” وتستمر لمدة أربعة أيام يناقش فيها كل القضايا التي تهم المواطن من الخدمات وغيرها من حسن عمل الجهات العامة في كل محافظة وفق قطاعات العمل بحيث تشمل عمل جميع دوائر ومؤسسات الدولة.
لكن ما حصل مؤخراً في دورة انعقاد مجلس محافظة اللاذقية قد يكون مؤشراً على حالة من حالات الترهل التي وصلت إليها هذه المجالس.. فقد تغيب عن الإجتماع المذكور ٦٥ عضواً من أعضاء المجلس من أصل ١٠٠ عضو !!!.
وحسب المعلومات كان هناك نحو ١٧ عضواً كان غيابهم بعذر والباقي كان غياباً دون عذر .. ما دفع أحد الأعضاء لطرح عدم قانونية انعقاد المجلس لعدم اكتمال النصاب القانوني.
ترى ما الذي أوصل مجالسنا إلى هذا ؟؟ ولماذا يغيب ثلثا الأعضاء عن الاجتماع ؟؟.
البعض أشار إلى صعوبة توفر المواصلات!!. وغيرهم غمز إلى عدم قدرة الأعضاء إنتاج ما هو مطلوب!!.
هنا يجب أن نذكر أن هذه الاجتماعات دورية كل شهرين مرة واحدة.. وأعتقد أن المواصلات ليست عذرا مقنعاً لأحد.. وإن كان بسبب عدم فعالية المجلس وقدرته على القيام بواجبه على أكمل وجه يكون العذر أقبح من الذنب.
مجالس المحافظات هي بمثابة البرلمان للمحافظة وهي مسؤولية كبيرة على عاتق كل عضو من أعضاء المجلس.. يجب التصدي لها بكل حرص وأمانة.
عموماً يجب التوقف أمام هذه الظاهرة والاستناد إليها في عملية اختيار أعضاء المجلس القادم من قبل الناخب.. انطلاقاً من أهمية التزام وقدرة المرشح على الوفاء بالثقة التي توصله إلى عضوية المجلس والعمل دون كلل لخدمة المواطنين في مهمة هو من سعى جاهداً إليها ولم يلزمه أحد فيها.