من دمشق كان الزمان والمكان، وكان أيضاً الحدث.. فالجاليات والفعاليات والمؤسسات الفلسطينية في الشتات كانت على موعد عروبي جديد، لتأكيد المؤكد بأن الحق الفلسطيني عائد إلى أصحابه، وإن طال الزمان، وبأن الجلاد ومجرم الحرب الصهيوني إلى زوال، وإن تلطى بقبته الحديدية، أو راهن على خيوط العنكبوت الأمريكية التي سرعان ما ستتلاشى هي الأخرى، وإن لم يكن اليوم، ففي المستقبل القريب.
انعقاد المؤتمر الدولي الخامس للجاليات والفعاليات والمؤسسات الفلسطينية في الشتات – أوروبا تحت عنوان: (الوعد والعهد لتحرير الأرض) في دمشق، هو شيء طبيعي، ويأتي في سياقه القومي، والوطني، والعروبي، فلطالما كانت سورية هي الداعم الأول والحقيقي للشعب الفلسطيني، ولطالما قدمت الكثير من أجل نصرة هذا الشعب في مواجهة آلة الإرهاب الإسرائيلي، سواء في المحافل الدولية، وعلى الطاولات السياسية، أو في الميدان.
سورية لم تغلق بابها يوماً في وجه الفلسطينيين، بل لطالما تعاملت معهم من مبدأ أنهم وأشقائهم السوريين شعب واحد، ولا يمكن أن يفرقهم أحد مهما تزايدت الضغوطات، ومهما ارتفع منسوب التهديدات.
الثابت للجميع أنه لطالما كان السوريون والفلسطينيون في خندق واحد في مواجهة العدو ذاته، ونعني هنا العدو الصهيوني والأمريكي، اللذين ما زالا يمارسان شتى صنوف الإرهاب الكوني، والبلطجة، والعربدة الدولية، والحصار الاقتصادي، بل وحتى استخدما أسلحة الفوسفور المنضب المحرمة دولياً في قتل الشعبين السوري والفلسطيني.
الشعب الفلسطيني سينتصر حكماً على جلاده، وسيحرر أراضيه من نير الصهيونية الغاشمة، تماماً كحال الشعب السوري الذي انتصر على أعدائه، ورد كيدهم إلى نحورهم، وسطر بصموده بفضل تلاحم ثالوث الجيش، والشعب، والقيادة، أروع ملاحم البطولة، والإباء، والفخار.