رغم كل شيء .. رغم كل الخراب النفسي والمادي الذي أصابنا .. يحدث في دمشق اليوم شيء مختلف!!
رغم كل العويل بأن الإيراد العام في أدنى درجاته .. وأنه لا وقت اليوم لتقديم أي نوع من الخدمات المادية .. تجد أن هناك طرقاً في مناطق عديدة يتم تعبيدها في مدينة دمشق.
من توسيع وتعبيد امتداد طريق المعرض القديم وبيروت عبر ساحة الأمويين، إلى الطريق الموازي لشركة الكرنك سابقاً، إلى دوار الفحامة، إلى طريق الزبلطاني .. الخ من أعمال التعبيد في مناطق متعددة.. لم تسعف الذاكرة باستحضارها.
اللافت اليوم في مدينة دمشق الخطوات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بهندسة المرور في المدينة. الأمر الذي أعطى الشوارع مداها الواسع والجميل.
ربما يستدير الحديث إلى القول: هل هذا وقت التجميل .. فالظروف المعيشية لسكان دمشق وفي كل الأمصار أهم من هذه الأعمال اليوم، وأيضا فإن هذا الوقت ليس مناسباً لحديث المديح، فهؤلاء يقومون بواجبهم..!
حقيقة إذا تسنى لأحدنا المرور في شوارع المدينة في وقت الصباح الباكر، وقت اللازحمة، فسيرى العجب العجاب في شوارع دمشق وفي المناطق كافة وسنقول “ياعيب الشوم” هل هذه دمشق؟ إذ ترى الحفر والمطبات كأنها مصائد تم نصبها لنا، لذلك فالمسألة حاجة قبل أن تكون أي شيء آخر، وفي لحظة ما يشعر المواطن على أنه ضحية سوء المستوى الفني للطرقات، لا بل ضحية الحفر والمصائد الطرقية غير المنظورة، وخاصة إذا علمنا أن صيانة وإصلاح المركبات العامة والخاصة أصبحت تكلف الملايين.
في الحسابات المالية ترك المدن في ثوب الحرب خطأ سيولد تبعات مالية مستقبلية لن يقوى اقتصاد مجلس أي مدينة على تحملها، وهو ما يقوم نسبياً في دمشق وفي بعض المدن السورية.
