لا تؤكد ممارسات وسياسات رئيس النظام التركي، انفصاله عن الواقع، بقدر ما باتت تجسد حقيقة إفلاسه وعدوانيته وإرهابه الذي طال المنطقة والعالم والذي يصدره أينما اقتضت طموحاته وأوهامه ومصالحه.
أردوغان اليوم يتيقن أنه أصبح في قلب الطوفان، في ضوء التحولات العاصفة التي أتت على كل المشاريع الإمبريالية والاستعمارية والإخوانية، لذلك تجده كالمجنون يصارع طواحين الوهم الذي زرعته في مخيلته الولايات المتحدة التي تتلاعب به كالدمية، خاصة أنها تعرف جيداً أنه لا يجيد سوى الصراخ والاستعراض والصوت العالي.
ما يفعله أردوغان هو محاولة بائسة وفاشلة للاصطياد في المستنقعات الآسنة التي خلقتها المتغيرات الدولية التي قلبت الواقع وخلطت الأوراق وأعادت توجيه الأهداف والمصالح والاصطفافات بما يحاكي المشهد العالمي الجديد الذي بدأت ملامحه ترتسم في الأفق، لكن الأهم في ذلك كله أن يدرك ذلك الأبله أن كل قراراته وخياراته لن تؤثر أو تغير شيئاً في الحقائق المرتسمة، كونها جزءاً وامتداداً لمحاولات منظومة الإرهاب العبث بالقواعد والمعادلات التي أضحت متجذرة بعيداً في عمق المشهد.
تبدو ارتدادات المشهد بتحولاته الكبرى التي جرفت في طريقها كل المشاريع والطموحات والرهانات الخاسرة، قد ضربت بعيداً في عمق منظومة الإرهاب بكافة أركانها وأطرافها، لاسيما النظام التركي الذي أضحى يدور كـ(ثور السقاية ) حول نفسه بعد أن ضاعت لديه كل الاتجاهات، وبات يملك بوصلة من قلق وتوتر وتخبط.
الدولة السورية تملك في جعبتها الكثير من الخيارات التي سوف تكبح جنون هذا الأحمق الذي يلعب في الوقت الضائع، خصوصاً وأنها تدافع عن كرامتها وشعبها وهويتها ووحدة أرضها.